الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

مقاله وتعليق: اربيل تتحدى دبي ؟!


أربيل تتحدى دبي

بقلم: سرى فوزي الخفاجي


مع اندلاع الازمة المالية العالمية منتصف العام 2008 ومع تعرض مدينة دبي في دولة الامارات العربية الى هزة مالية عنيفة اتجهت كل التوقعات الى ان المستفيد الاول في المنطقة من تعثر الاستثمارات في دبي ومن الازمة العالمية هي مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق على اعتبار ان المدينة تتميز باستقرار سياسي وأمني كبيرين و بوجود موازنة مالية تتجاوز 17 مليار دولار كما ان المدينة ومناطق اخرى من كردستان العراق تعد مناطق حيوية على المستوى النفطي.
قبل هذا التاريخ ذهب العديد من المسؤولين في كردستان الى دبي أملاً بالتعاون لتحويل اربيل الى دبي ثانية الا ان المسؤولين اخطأوا في التقدير (( فالوعود كانت سخية هناك في دبي غير ان تنفيذها عرف الكثير من التردد واحياناً التملص لسبب وجيه ان التنافس المطروح بين دبي و اربيل لايمكن ان يسمح للأولى بدعم الثانية لتكون شبيهةً لها عمرانياً)) فالتنافس المفترض يدفع باتجاه عرقلة تحويل اربيل الى دبي ثانية لا الى مساعدتها على انجاز هذا الهدف.
في الفترة الراهنة المعلومات تتحدث عن عودة بعض النشاط الاقتصادي الى دبي بعد قرابة خمسة اعوام على الازمة المالية العالمية وتداعياتها إلا ان القادمين من هناك لا يزالون يعتقدون ان حيوية الاعمال ليست كما كانت في السابق قبل العام 2008 كما ان العديد من اصحاب رؤوس الاموال الذين خسروا استثماراتهم ومدخراتهم بسبب تأثر دبي بالأزمة المالية العالمية ربما يفكرون بشكل جدي بالذهاب الى اربيل ((لكنهم حتماً لن يفكروا بالعودة الى دبي وهذه نقطة تسجل لتطلعات اربيل لتصبح مدينة متفوقة وبسرعة عمرانياً ومعمارياً.))
وما يثير الانتباه ان اربيل العراق دخلت في تحد جدي مع دبي بشأن تساؤل محدد وهو:
لمن سيكون مستقبل العمران والابداع المعماري؟ ويشير القادمون من دولة الامارات العربية الى ان اربيل هي المنافس الفعلي لدبي لسبب منطقي وهو ان رؤوس الاموال العالمية دائماً تبحث عن مناطق متعطشة للاستثمار (( ودبي بالنسبة لهم اصبحت مشبعة بكل انواع الاستثمارات)) فأصحاب هذه الاموال يدركون ان استثماراتهم ستكون متفردة ولافتة في اربيل اكثر من ((دبي التي يمكن ان تصبح بالنسبة لهؤلاء مجرد ذكريات جميلة)).
من الناحية المعمارية البحتة تشهد المدارس والابداعات المعمارية العالمية الكثير من الابتكارات والحداثة وبالتالي هناك اتجاه دولي يؤيد نقل الحداثة الجديدة الى اربيل لسبب بسيط ان هذه الحداثة قد تكون منافسة للتقنيات العمرانية والمعمارية القائمة في دبي بمعنى ان هناك تنافساً برز بين مصممي العمارة الحديثة والبعض من هؤلاء يريد ان يجد موقعاً جغرافياً غير دبي ((اي ان المنافسة العمرانية والمعمارية على المستوى العالمي ستساهم في دعم الاستثمارات في اربيل بدلاً من دبي)).
وفي جانب مهم فأن السلطات المعنية في اربيل ستستفيد من الاخطاء التي وقعت فيها السلطات في دبي أبان الازمة المالية العالمية وهذا يعني ان اربيل ستختار نهضتها العمرانية والمعمارية من دون ان تتجاهل اهمية تحصين هذه النهضة من اية هزات مالية عالمية مفاجئة ما يسهم في طمأنة رجال الاعمال والمال والتي برهنت تجاربهم الاستثمارية في دبي على ضرورة البحث عن مناطق جديدة للاستثمار غير دبي.
وعلى مستوى شركات البناء والاعمار العملاقة فأن الشركات الصينية برزت كمنافس للشركات الاميركية والكندية و بقية الشركات الغربية في تشييد الابراج والمدن فوق المياه والقرى السياحية والجسور والانفاق تحت الارض ومن الطبيعي ان تبحث الشركات الصينية عن اراض جديدة لتطبيق تفوقها او منافستها المعمارية والعمرانية في مكان آخر غير دبي وبالتأكيد اربيل من بين اهم الاهداف الجيومعمارية.
((في اهم الشواهد التي تشير الى ان (اربيل ستتفوق على دبي) في عمرانها وعمارتها ونهضتها الاقتصادية في العقدين المقبلين ان رجال اعمال عديدين بدأوا بصورة لافتة في المقارنة بين مناخ دبي ومناخ اربيل )) فدبي رغم محاولات السلطات المعنية فيها لجذب المقيمين للبقاء في المدينة في فصل الصيف المزعج وجذب السياح اليها عبر القيام بتنظيم انشطة فنية وثقافية ورياضية (( الا ان نتيجة المقارنة كانت لصالح اربيل بدرجة امتياز)) فهذه المدينة الكردية العراقية هي مدينة يمكن فيها لرجال الاعمال العمل على مدار السنة فلا رطوبة ولا حر شديد ولاغبار كما انها مطلة على مرتفعات طبيعية في غاية الجمال ومفتوحة على مدن اخرى في اقليم كردستان مثل دهوك والسليمانية وهما مدينتان في غاية الروعة بتضاريسهما.
ولا يمثل المناخ الجميل لأربيل مجرد عامل جذب للسكن والعمل بل هو عامل جذب للاستثمارات فالمناطق الجبلية المختلفة في اربيل وقراها القريبة من جبال قنديل في مثلث الحدود التركية العراقية الايرانية هي مناطق سياحية منافسة وربحية على الصعيد الدولي لأنها مناطق متعطشة لأية استثمارات نوعاً وكماً.
ومن منظور بعض التطورات السياسية الحالية فأن ظهور بوادر انفراج بين الحكومة التركية و بين حزب العمال الكردستاني وتوصل الطرفان الى اتفاق سلام تاريخي يوقف العنف الذي استمر لأكثر من عشرين عاماً يمكن له ان يغري المستثمرين عبر العالم للقدوم الى اربيل لأن النظرة البعيدة في العمران ستكون حاضرة بقوة بعد تثبيت هذا الانفراج.
يبقى القول ان وقوع اربيل في اقليم كردستان على الحدود مع ايران ربما يكون له حساباته لدى منابع رؤوس الاموال العالمية (( فتحول اربيل الى اكثر من دبي قد يشكل مصلحة ستراتيجية للدول الاقتصادية الكبيرة )) وبالتالي يمكن ان يشجع على حدوث متغيرات كبيرة في المنطقة كما ان ((التنافس الاقتصادي الراهن بين تركيا وايران قد يضع هاتين الدولتين الكبيرتين في مقدمة الدول (الداعمة لأربيل اكثر تفوقاً من دبي) وفق خليط من المصالح الستراتيجية والسياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية)).
ومن الاهمية الاستثنائية الاشارة الى ((دور الحكومة الاتحادية في بغداد التي يجب ان تفكر بشكل جدي وتساند بقوة قيام نموذج تنمية ونهضة معمارية وعمرانية في اربيل و غيرها من مدن كردستان العراق (الرائعة الجمال والمناخ) )) فهذا التوجه سيخلق خيارات ستراتيجية لنهضة اقتصادية في كل مناطق العراق ((لأن ما يجري في اربيل سيؤثر في بقية المدن داخل العراق ايجاباً بصورة وبأخرى)).


نهايه المقاله.


التعليق

دليل رضوخ دبي لاربيل هو بناء مقر لشركه اعمار الاماراتيه في ارقى شارع في اربيل وهو شارع گولان (الزهور بالعربي) ومن خلف المقر سيتم انشاء اكبر مجمع تجاري سكني مع ابراج تسر الناظرين مع الحصول شركة اعمار الاماراتيه على عقد بـ 3 مليارات دولار (دولار وليس دينار) لانشاء مدينه سياحيه على سد دوكان.
الدليل والاثبات بان أربيل هي المستقبل هو:
بان مجمع دوكان سيشتمل على كازينو للقمار كما في ( فندق برج العرب ومجمع اتلانتس في دبي) وهذا ما يفسر بان القرار ليس بيد دبي او اربيل ولكن بيد الاصابع الخفيه التي وضعت دبي ووصلتها الى هذه الشهره واليوم هدفهم شهرة اربيل.
اما على المستوى الشخصي فانني اقول:
كما قال منجم كسرى لكسرى ( ان نجمك قد أفل) رساله للذين يقرءون الممحي.


27-09-2013م
مع تحيات المهندس سرمد عقراوي

ليست هناك تعليقات: