الجمعة، 13 يناير 2017

خواطر:كيف نفشل في اعداد الاجيال ؟!

خواطر:كيف نفشل في اعداد الاجيال؟!

لا توجد في بلداننا العربيه والاسلاميه من رعاية او برامج خاصه برعايه الاطفال والاحداث الا في ماليزيا واندونيسيا؟!. كما ان ما يتخرج من دكاتره في جامعات الدول العربيه والغربيه من مسلمين لا يستطيعون ممارسة دورهم المنشود لانهم ان كانوا خريجي الغرب فان الامثلة التي درسوا بها والتي تعتمد على الابحاث والدراسات كلها غربيه؟! ولا ضرب لكم مثلا بسيط وبسبب تكلمي اللغة الانجليزيه الامريكية وبطلاقه...

عندما تفتح صفحة ياهو في الدول العربيه تطالعك صفحة مكتوب؟! وصفحة مكتوب هذه ممتلئة بالنصائح والارشادات الا انها مترجمه من المصادر الامريكيه بصورة خاصة ؟! ومنها اعطاء ترجمه لنصائح لامرأة عربيه مسلمة مبنيه على نصائح لامرأة غربيه امريكيه عادة ما تكون حول كيف تهتمين او تعاملين او تتصرفين مع زوجك؟!  كيف اقدم نفس النصيحه لبنت عربيه مسلمه لا تؤمن بمعاشرة الرجال مثلا الا بعد الزواج واحاديه الرجل ان صح التعبير مستقات من برنامج بنت غربيه تبدأ بمعاشرة الرجال من عمر 14 سنه وتكون قد عاشرت العشرات بل المئات من الرجال قبل ان تتزوج؟!  وان كانت النصائح الطبية وغيرها متشابهه في كل المجتمعات مع اختلاف انواع الغذاء(الوجبات الغذائيه)  فان النصائح الاجتماعيه لا تنطبق على الاثنين لا من قريب او من بعيد بل على الاطلاق؟! بسبب اختلاف العادات والتقاليد بل حتى الدين ؟! ومنه ايضا شاهدت على احدى القنوات الفضائيه احدى اللبنانيات المذيعات (تعرف كم كلمة انجليزي او فرنسي راحت ترجمت نصائح غربيه تعطيها لاطفالنا وهي لا تنطبق عليهم بسبب اختلاف العادات والتقاليد والبيئه الاجتماعيه والقوانيين وغيرها الكثير) وهي تقدم نصائح للاطفال مترجمه تماما من موقع امريكي تقول لهم:

اعزائي الاطفال , عندما تعبروا الشارع اعبروا ببطئ ولا تسرعوا ؟!  وهذا اكبر غلط من نصيحة ؟! قد يؤدي الى موت الاطفال لا سامح الله ؟! ليش؟!  اولا لانه في الغرب تتواجد خطوط لعبور المشاة وعلى الاشارة الضوئيه ثانيا والاهم من ذلك هو لان القانون الغربي يقول: (انتبهوا جيدا)) اولويه السير (العبور هو للمشاة وليس للسيارات عكس القانون في الشرق الاوسط ؟!(القانون في الشرق الأوسط اولوية السير للمركبات (سيارات , شاحنات, الخ))  يعني اذا دعمت احد المشاة بسيارتك لا سامح الله  ولأي سبب في الغرب (الا اذا القى نفسه على سيارتك بقصد الانتحار وهنالك شهود) فإن الذنب والتعويض والسجن يقع عليك وبدون مناقشه ولا روحه للقاضي , بل ان حصل ذلك فان شركات تأمين السيارات لن تؤمن سيارتك واذا حصلت على التأمين منها فسيكون باسعار باهضة؟! وبدون التأمين هذا لا لوحة تسجيل ولا سيارة؟!  نرجع للموضوع ... اما اذا كان هؤلاء الدكاتره خريجي جامعات الدول العربيه والاسلاميه فانهم لا يستطيعون ممارسة دورهم لعدم وجود احصائيات في الدول العربيه والاسلاميه تساعدهم على اداء دورهم بالنسبه للاطفال والاحداث وحتى الارامل والمطلقات والمشاكل الاجتماعيه؟!! ليش ؟! لان هذه الدول لا تشجع على هكذا احصائيات لان ذلك سيؤدي الى كشف سلبيات تلك الحكومات في عدم الاهتمام بشعوبها؟! وبذلك يضطر هؤلاء الاطباء الى طريقين:

اما تطبيق الاحصاءات الغربيه على سكان دولنا العربيه والاسلاميه وهي لا تنفع؟!

واما يحاولون بقدر امكاناتهم من ايجاد حلول وقتيه وبجهود ذاتيه لحل المشاكل.

تعددت الاسباب والموت واحد؟! وساخذ مثالين الاول في العراق مثلا لا توجد احصائيات حقيقيه حتى ولو كانت اوليه عن اي شيئ؟! الا احصاءات بدائيه تقوم بها بعض منظمات الامم المتحده عن بعد ويشك في صحتها ؟! او هيئات تقول بانها مؤسسات مجتمع مدني الا انني اشكك في مصداقيتها بسبب تسييسها ؟!. حتى الاحصاء السكاني في العراق يؤخر لاسباب سياسيه ؟! فليس لدينا احصائيات حول:

جرائم الاحداث او نسبه الانتحار او مستوى الفقر او عدد افراد العائله او عمالة (من عمل) الاحداث او حتى احصائيات حول الاحداث المنحرفين من الاناث او الذكور؟! واذهب ابعد من ذلك الى القول بعدم وجود احصائيات عن الارامل والمطلقات وهم الحاضن الرئيس للاطفال والاحداث في كل المجتمعات ؟!

وبدون احصائيات دقيقه لا يوجد برنامج دقيق وعلمي وموزون لمعالجه هذه الامور ولخلق جيل يتحمل المسؤولية.

 اما المثال الثاني فهو السعوديه فان الكثير من هذه الاحصائيات موجوده بصورة او باخرى الا ان المذهب الديني المسيطر على السعوديه يمنع المثقفين من وضع حلول مناسبه لها بسبب التحجج بالدين والدين منهم براء ؟! ومنه كل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار؟! وبهذا تقيد ايادي العاملين في هذا المجال.

امام هذا الكم الهائل من التحديات فان الاطفال والاحداث في الشرق الاوسط ماضون في مسلسل التغريب عن طريق القنوات الفضائيه العربيه والتي تترجم لهم حرفيا تراث وعادات الغرب وكذلك تفعل الانترنيت المعربه وهي غير بعض المواقع العربيه الخاصه والجيده وغير المعربه من الغرب ,  الا ان اساليبها ليست سلسة ومتماشيه مع الطريقه التي يفهمها الاطفال والاحداث , من نقل آراء واحصائيات وبرامج غربيه دخيله علينا ؟! ومنه ما ذكرت سابقا كيف اقدم نفس النصيحه (أكرر نفس النصيحة) لبنت عربيه مسلمه لا تؤمن بمعاشرة الرجال مثلا الا بعد الزواج و (احاديه الرجل ان صح التعبير) مستقات من برنامج بنت غربيه تبدأ بمعاشرة الرجال من عمر 14 سنه وتكون قد عاشرت العشرات بل المئات من الرجال قبل ان تتزوج؟! هذا اذا تزوجت ؟! ولماذا تتزوج , اذا كانت تمارس الجنس من عمر 14 سنة ؟! الا اللهم لتربط صديقها الرجل ليصرف عليها ؟! ههههه ... وهذا بالضبط ما يفعله موقع مكتوب والفضائيات العربيه.

مخلص الموضوع استيراد تكنلوجيا رعاية الاطفال والاحداث بل اي تكنلوجيا هو عين العقل والصواب ولكن يجب ان يحور ويطور البرنامج باحصاءات وفقرات تتماشى وتتكيف مع طبيعه مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه والا فاننا سنضيع الاجيال وتنتهي به كل عاداتنا وتقاليدنا بل مجتمعاتنا والى الابد, بل انه من الخطوره بحيث يضيع معه ديننا الاسلامي بين اوساط الاحداث الا ما رحم ربي.

وسأبدأ بهذا النموذج الذي استقيته من اسرائيل بسبب دراستي في الولايات المتحده الامريكيه حيث تتواجد اعداد كبيره من اليهود وكيفيه رعايه اسرائيل لهؤلاء اليهود وان كانوا في الولايات المتحده الامريكيه بل وايضا في دول العالم كلها.  تبدأ العطلة الصيفيه للمدارس في الشهر السادس في معظم دول العالم وهذا يعني 3 شهور تقريبا من الفراغ الذي قد يضيع او يستغل لتعليم الاطفال والاحداث او يضيع هباءا منثورا.  يبدأ الطالب اليهودي بتحضير نفسه لرحله العمر الى اسرائيل حيث تتواجد في اسرائيل الـ (كيپوتز) وهي مزارع تعاونيه مشتركه تركز على الجانب التعليمي للاطفال والاحداث بل حتى الكبار المغتربين مع انتاج الفواكه والخضراوات والحليب ومشتقاته بل كل ما تنتجه اي مزرعه في العالم , والمزارع هذه حسب ما قالوا لي منتشره في كافه ارجاء اسرائيل. يراسل الطالب اليهودي الامريكي بل اليهودي البولوني والمغربي والانجليزي والتونسي والروسي..الخ ,  احد هذه المزارع الـ (كيپوتز)  للقبول فيها كعامل وطالب في نفس الوقت وعندما يأتي القبول وهو مؤكد في معظم الاحيان يقوم بحجز تذكره ذهابا وايابا الى اسرائيل واذكر التذكره هنا لسبب وهو هنالك منظمات مجتمع مدني توفر التذكره ببلاش إذا كان الطالب اليهودي فقيرا ؟! وهذا نادر ما يكون ان كان الطالب اليهودي امريكي ...  ولكن ممكن بالنسبه للطالب اليهودي البولوني او الهنگاري او التونسي او الليبي ... الخ , عندما يصل الطالب اليهودي الى اسرائيل يستقبل في المطار من قبل لجنه الاستقبال في الـ  (كيپوتز) المعين وينقل مع من جاء في ذلك اليوم من الطلاب الى مزرعة الـ (كيپوتز) ... وهنا يدخل الطالب في البرنامج المخصص بل يبدأ البرنامج.

اول شيئ يقوم به المشرفون على الـ (كيپوتز) هو فرز الاطفال الى مجموعتين: ذكور واناث لان القانون الشرعي في اليهوديه لا يسمح بالاختلاط.

 ثانيا يقسم الاطفال والاحداث الى مجموعات حسب العمر, ثم تقسم مجموعات العمر الواحد الى مجموعات عمل صغيره للقيام بمهمات المزرعه؟! واليهود يفضلون رقم 12 لانه عدد قبائل بني اسرائيل او تقسيماته وهو 6 , اول شيئ تقوم به مجموعه عمر 9 سنوات مثلا بعدد 6 افراد هو انتخاب قائد للمجموعه (أمير للجماعه)

تصوروا كيف يعلمون اطفال اليهود ومنذ الصغر:

اولا على الانتخاب وثانيا على مبدأ القياده وثالثا على التنظيم.

 وحسب نظام كامل ومعد تنهمك هذه المجموعات ومنذ الصباح الباكر بالاهتمام بالمزرعه وجوانبها المختلفه كل على حدى فالمجموعه (أ) مثلا يكون نشاطها اليوم اطعام البقرات وعندما تتقن هذا العمل تحول الى عمليه زراعة الخيار مثلا والى ان تتقن هذا العمل تحول الى عمل آخر وهلم جره الى ان تتقن كافة (أكرر كافة) اعمال المزرعة.

 اما في المساء وعند انتهاء اعمال المزرعه فهنالك برامج خاصه من تعلم اللغات وتعلم المشنه والتلموذ والكومبيوتر والموسيقى ... الخ ومنه التعرف على ثقافات الشعوب اليهودية ... ومنه مثلا فان اليهودي المغربي سيصبح ملما باحول اليهود في رومانيا مثلا لانه سيعيش لمدة 3 شهور مع يهودي روماني والعكس صحيح؟! ومنه فانك ترى بان اي يهودي في العالم يعرف تفاصيل دقيقه عن بلدان العالم المختلفه بسبب تواجده مع يهود ذلك البلد في المزرعه الـ (كيپوتز).

اما ايام السبت والعطل فتنظم سفرات الى الاماكن المقدسه والسياحيه في اسرائيل ومنها حائط المبكى وغيره  من الاماكن اليهودية الدينيه والتاريخيه ... هكذا تعد اسرائيل الجيل الجديد بينما نتخبط نحن كمن يتخبطه الشيطان.

كان هذا باختصار شديد وذكرته لكم لان نحن العراقييون وبالخصوص وبسبب تشردنا في دول العالم كاليهود بحاجه ماسه الى هكذا برنامج يجمع ابناءنا في الخارج وان كان هكذا برنامج غير مناسب في العراق بسبب التحديات الامنيه فلماذا لايقوم العراقييون في اوربا مثلا بشراء مزرعه بل تأجير مزرعه في احد الدول الاوربيه واستضافة اطفالنا واحداثنا وحتى مع عوائلهم لتطبيق هكذا مشروع اعداد اجيال ناجح.

وللمعلومات كان هنالك برنامج للرعايه العلميه في العراق في بدايه السبعينات في العطله الصيفيه وشاركت في البرنامج منذ بدايته الا انهم بعدين اشترطوا علي الانضمام لحزب العبث فرفضت وتركت البرنامج ولكن كان لدي صديق يزودني بالمعلومات والخرائط يوم بيوم حيث استطعت ان اصنع جهاز راديو بدائي ب 8 ترانستورات مكنني من التقاط موجه راديوات الحماية لبوابات القصر الجمهوري الـ اف امFM  ؟! الا ان والدي اكتشف الموضوع وقال لي:

شنو تريد تعدمنا (من إعدام) كل عائلتنا ؟! فرمى الجهاز من فوق السطح فتكسر وانتهت المسأله,  بل انه لم يصدق متى اخلص الثانويه سنة   1979م ... ليسفرني للخارج (مو بس هدام كان يهجر الناس ... والدي هم هجرني ؟! ههههههه) حيث قال لي بفرح وهو يودعني في المطار:

انت مو بس كنت راح تعدم (من اعدام) نفسك بس كنت راح تعدمنا (من اعدام) كلنا وياك (يقصد العائلة كلها) بسبب افكارك هاي الى اختراعاتك اللي ما الها لا أول ولا آخر.

واختم بالقول بان منظمة المجتمع المدني الوحيده (اليوم) والتي سمعت عنها في العراق والتي اتابع اخبارها عن طريق موقعها الاليكتروني هي بنت الرافدين ورئيستها السيده علياء الانصاري مع امكانياتها البسيطه (أكرر امكانيات بسيطه) هي من يتبنى هكذا مشروع حضاري بالنسبه الى فتياتنا وايضا النسوة بصوره عامه بما فيهن من ارامل ومطلقات.

ادعوكم الى مسانده منظمه بنت الرافدين والمنظمات الأخرى ان وجدت على هكذا منوال ... بايه وسيله ممكنه فهن من يسير على الخط الصحيح في حمايه وبناء جيل جديد واعي ومثقف ...

قالوا: بأن المرأة هي نصف المجتمع , الا انه وحسب رأي فإن المرأة ليست فقط نصف المجتمع بل هي من يلد ويربي ويعلم ويثقف النصف الآخر (الرجل) ... والأم مدرسة ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق ... والله المستعان والله ولي التوفيق.

اللهم اشهد اني بلغت ... اللهم اشهد اني بلغت ... اللهم اشهد اني بلغت

10 - 10 -2011م

مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي




 

ليست هناك تعليقات: