الأربعاء، 4 أبريل 2012

فطرة الله في التوازن بين الرجل والمرأة.

أهم ما في الحوزه ليس هو تعلم الاجتهاد ؟! ولكن الأهم من ذلك هو تربيه النفس بالجهاد الاكبر وهي الاخلاق ؟! فلا ينفع استنباط الحكم الشرعي وقيادة الناس اذا كانت النفس غير مؤهله لذلك وبدون اخلاق بل القصد هنا تكامل علم الدين في استنباط الاحكام الشرعيه مع الاخلاق؟! ان ما ترونه في العراق من هرج ومرج للبعض من الذين يلبسون العمامه سببه خذلانهم للجانب الروحي في جهاد النفس وهو الاخلاق فيصبح العلم في الاحكام الشرعيه في نفس من لبس العمامه ليس متوازنا لهذا السبب ؟! فالعلم بالحكم الشرعي يجب ان يقابله صفاء النفس وجهادها ليتم التوازن ما بين العلم والاخلاق. فكم من مجتهد هامل للجانب الاخلاقي وكم من غير مجتهد قد وصل الى اتمام جهاد النفس في الاخلاق والاثنين غير متوازنين؟! فهو شرط احدهما مع الآخر ليتم الكمال.
ان فطرة الله سبحانه وتعالى للناس على وجه هذه الارض مبنيه على مبدأ التوازن في كل شيئ والادلة القرآنيه في هذا الموضوع كثر ومنها:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ
وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا
وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً
ومنه فإن للانسان صفات يجب عليه موازنتها للوصول الى الكمال الروحي وهي الاخلاق ليفيض الله سبحانه وتعالى على قلبه بالنور الرباني ويصبح نور الله او اية الله في الارض. ولذلك فان الانسان يولد بالفطره بوجود بعض هذا الصفات متوازنه والبعض الآخر ما بين الافراط والتفريط اي ما بين المذمومه ومن الجانبين (راجعوا كتاب الطفل ما بين الوراثه والتربيه) ومنها باختصار بعض الامثله:
البخل عكسه الاسراف الا ان الوسط هو لا البخل ولا الاسراف وقد يكون المعنى هو الكرم.
الجبن وعكسه التهور الا ان الوسط هو لا الجبن ولا المباهات وقد يكون المعنى الشجاعه.
وهنالك امثله كثيره يمكنكم مراجعه كتاب جامع السعادات للشيخ النراقي في هذا الموضوع.
هذا التوازن في المفهوم الرباني ينعكس على الناس على هذه الارض في كل شيئ ومنه على فطرة الرجل والمرأة والعلاقه بينهما ؟! ان ما يخرب صفاء هذه العلاقه المقدسه اساسه الجهل ومن كلا الطرفين بالمفهوم الرباني في الوسطيه والتوازن ما بين الاثنين في رباط مقدس بل بالتكامل ؟! ومصداقا لقوله تعالى:
هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ
وكمثال فان البعض من الجهلة قد يستهزء او يلوم المرأة لانها تخاف ؟! الا انهم بجهلهم هذا لا يتذكرون بان المرأة خلقت للرجل كما ان الرجل خلق للمرأة والرجل شجاع ؟! فما بين خوف المرأة وشجاعة الرجل يحصل التوازن هذا في العلاقة الزوجيه ومنه فقد تلام المرأة لانها شعلة من العواطف وان كان الله سبحانه وتعالى قد فطر المرأة على غلبه العاطفه فانه قد فطر الرجل على غلبة العقل ومنه وما بين غلبة عاطفة المرأة وغلبة عقلانيه الرجل يحصل التوازن الرباني المنشود في هذه العلاقة المقدسه. فهم هذا الاختلاف بل العكس في صفات الرجل والمراة لتحقيق التوازن بل احترامه وتقديره هو الاساس في نجاح الحياة الزوجيه.
02-04-2012م

ليست هناك تعليقات: