الجمعة، 25 ديسمبر 2015

خواطر: الابنية الخضراء ؟!


خواطر: الابنية الخضراء ؟!

قبل 15 عام ظهرت فكرة الابنية الذكية وفكرة الابنية الذكية هي الكفاءة العالية في استعمال كل ما في البناية ومنه مثلا توفير الطاقة والماء الخ ..... قبل 5 سنوات تقريبا تغيرت الفكرة من الأبنية الذكية الى الأبنية الخضراء ... وفكرة الابنية الخضراء هي اضافة الى كون البناية ذكية في عدم تبذير الطاقة بوجود مساحات خضراء تساعد البيئة.

سوف اضرب لكم مثال لبنايه ذكيه والتي قد تكون بيت وليس بالضروره عمارة من طوابق ؟! بالقرب من صنبور الماء سواءا في الحمام او المطبخ هناك حساس اليكتروني يفتح صنبور الماء ويغلقة بطريقة اوتوماتيكية عند استشعار يد الانسان مما يؤدي الى التوفير في استهلاك الماء ومنه الطاقة وبهذا فهذه العملية هم تعتبر ذكية وهم تعتبر خضراء بمعنى آخر ترشيد استعمال الماء بطريقة ذكية لتوفير اجور الماء تؤدي ايضا الى الحفاظ على البيئة من حيث تقليل استعمال الماء ومنه فهذا الماء عند تكريرة وتنقيتة يستهلك طاقة ومنه فهو توفير هذة الطاقة وهي محافظة على البيئة تعتبر خضراء.

الحقيقة هنالك ترابط ما بين الابنية الذكية والابنية الخضراء ..... مع فرق بان الخضراء هي اضافة مساحات خضراء للابنية لتساعد في انتاج الاوكسجين ومنه فقد تكون هذه المساحات الخضراء مكان لانتاج الفواكه والخضراوات.

أول بناية خضراء تعرفت عليها كانت بيت جدي الله يرحمه في العراق ..... فقد اضطر جدي الى ترك مدينتة في كوردستان العراق (عقرة) الى مدينة في شمال العراق بسبب الحرب سنة 1961م بين البيشمركة والحكومة ..... ما فعله جدي بصورة عفويه شكل باعتقادي أول بناية خضراء .... لقد قام ببناء مجموعة دكاكين على مساحة 20 X 40 متر وفوقها (في الطابق الثاني) بنى بيته وبدلا من ان يكون سياج الطابق الثاني (سياج البيت) مكون من حائط واحد فلقد جعله حائطين بارتفاع متر وعرض متر وقام بتبطينه بالقير ليمنع تسرب الماء الى الطابق الاول (الدكاكين) ومنه فلقد ملئ الفراغ بالتربة الخصبه (تسمى بالعراق بالزميج) وقام بزرعها بالاشجار المثمرة والتي ترتفع الى الاعلى الا ان تحتها كان يقوم بزرع الخضراوات طبعا ليس هو ولكن كان لديه فلاح يقوم بذلك, وفي نفس الاثناء فلقد استعمل الهياكل الخشبيه والتي تسمى بالقمريه في تغطيه مساحة واسعه من سطح البيت وتغطيتها بزراعه العنب المتسلق ليغطي الهيكل الخشبي ومنه فائدة اشجار العنب في توفير الظل في جو العراق الحار ومنه توفير العنب وورق العنب والزبيب ..... لقد اخترع جدي رحمه الله اساس للابنية الخضراء بفطرته وحاجته الى نفس الطبيعة الخضراء في عقرة مدينته في كوردستان العراق والتي اضطر لتركها بسبب الحرب ....

وما اشبه اليوم بالبارحه وان كان سبب جدي لبناء البيت الاخضر ليس نابعا من الحاجة (لقد كان مليونيرا وبالدولار) الى الارض او العنب الا انها كانت الحاجه الى الشعور بانه في كوردستان الخضراء بلاد النرجس , الا ان العراقيين او بالاحرى اغلب سكان المدن المكتظه بالسكان (بغداد , البصرة , اربيل , السليمانية) وبسبب غلاء اسعار الاراضي يحنون الى الحدائق كفطرة عند البشر في محاولة العيش على الطبيعة ومنه يمكن للناس اليوم استعمال نفس طريقة جدي في تحويل اسطح بيوتهم الى حدائق عامرة ليس فقط تسمح لهم بالاستمتاع بالحديقة ولكن توفير الفواكه والخضراوات ومنه ايضا توفير اوكسجين لمساعدة البيئة ......

الطريقة بسيطة وكما ذكرتها بدل من بناء حائط واحد للطابق الاعلى في البيت (السطح) يتم بناء حائطين وبعرض متر واحد بينهما وطول متر واحد ومن ثم تبطينها بالقير لكي لا ينزل ماء الري الى الطابق الاسفل .... ملئ المسافة ما بين الحائطين بتراب مناسب للزراعة (الزميج) ومن ثم زرع الاشجار المختلفة من فواكه والتي سترتفع وتترك مساحه لزراعة الخضراوات ......

بالاضافة الى بناء (قمرية - ARBOR) من الخشب على اكبر مساحة من سطح البيت لزراعة العنب للاستفادة من العنب كفاكهة , وورق العنب للطبخ ومنه لطبخة الدولمة , والزبيب كوجبه خفيفه (سناك) صحيه , ومنه ايضا لتوفير الظل للجلوس وكأنك في حديقة في الطابق الارضي ....

 فكرة جدي هذه عبقرية والى اليوم لم اشاهد احد قد طبقها الا من زراعة الزهور ...

طبعا مع الاخذ بنظر الاعتبار بان الدول الاوربية المهتمه بالابنية الخضراء ليس لها سقوف مسطحه واقصد بالخصوص البيوت السكنية ...

 اتمنى ان تستفيدوا من هذه الفكرة .....

الصور لـ (قمرية - ARBOR).

كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟! وكما انا انتفع واستفيد من قراءة تجارب الاخرين؟! ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فيأكلون , واختم بالقول: خير الكلام ما قل ودل , ولا تنسوا مقولة الامام علي (ع): لا تنظر لمن قال (منو) , ولكن انظر لما قال (شنو).
 
21-12-2012م

مع تحيات المهندس سرمد عقراوي
 
 

ليست هناك تعليقات: