الجمعة، 9 ديسمبر 2011

مفاهيم قرآنيه: علم اليقين , عين اليقين , حق اليقين ؟!

مفاهيم قرآنيه: علم اليقين , عين اليقين , حق اليقين ؟!
انت تسير في طريق وترى من بعيد دخان ثم تقترب اكثر فتصل الى موقع الدخان فترى النار بأم عينك ثم تضع اصبعك في النار فتحترق قليلا ثم تسحبها انت خوفا من ان تحترق كلها. ما ذكرته لكم كانت عبرة قرآنيه نأتي على تفصيلها كالتالي:
اولا: رؤيتك للدخان من بعيد كان ما يسميه القرآن الكريم (علم اليقين)؟! اي بمعنى آخر من تجاربك السابقه في الدنيا ومشاهدتك للاحداث ومن خبرتك الشخصيه استدللت بانه ليس هنالك دخان من دون نار؟! ولذلك فانك استنتجت صحيحا بان هنالك نار.
ثانيا: عند اقترابك من الدخال ورؤيتك للنار مباشرة وبالعين المجرده اصبحت الآن في محسوب ما يسميه القرآن (عين اليقين)؟! لانك ترى النار بأم عينك.
ثالثا: عندما وضعت اصبعك في النار؟! فان ما حصل لك من حرق الاصبع قليلا ما يسميه القرأن (حق اليقين)؟! لان اصبعك حقا كوي بالنار فاصبحت تعي النار حقا حقا.
ادعوكم الى تطبيق هذه القاعدة القرآنيه على بعض مما مر به العراق ليتسنى لكم استعمال تحقيق هذه العبر القرآنيه في مقالاتكم وتحليلاتكم.
سوف اقوم بتعقيد الموضوع عليكم بدرجتين الى الاعلى باستعمال اسلوب الاستقراء ؟! وذلك بخلط 4 حالات من مفهوم (علم اليقين, عين اليقين, حق اليقين).
انت مقيم باحدى المدن المقدسه وتصلي صلاتي المغرب والعشاء في احد المراقد المقدسه ولانك شاب واعزب ومتدين فانك تبقى في المرقد الشريف الى ساعات متأخره من الليل كل يوم للعباده, تشاهد فيه اخراج اموال وهدايا المرقد الشريف كل ليله وبالصدفه يكون احد صغار العاملين عليها احد اصدقائك فيخبرك كل يوم بقيمة المبلغ المجموع ولمدة سنة وهذه المسألة الاولى اصبح عندك (علم اليقين) من أناس ثقه بان هذه المبالغ هي بالمليارات بالسنه.
تخرج كل يوم من المرقد المقدس وانت ترى بأم عينك العشرات بل المئات من الفقراء والمحتاجين باطراف المرقد الشريف يمدون ايديهم الى الناس للحاجه وهذه هي المسأله الثانيه فاصبح الآن عندك (عين اليقين) بان هؤلاء فقراء ومحتاجين.
من قرائتك لكتب الفقه لديك (علم اليقين) بان اموال وهدايا المراقد الشريفه يجب ان تصرف لرعايه الفقراء والمحتاجين وهذه هي المسأله الثالثه.
تمر سنيين وانت ما زلت تخرج من المرقد المقدس كل يوم وترى بأم عينك وبدلا من ان ينقص عدد الفقراء والمحتاجين فانه يزداد ويكثر عددهم بصورة غير طبيعيه فاصبح الآن عندك (عين اليقين) بان العدد يزداد ولا ينقص وهي المسأله الرابعه.
سطور الاستقراء:
من المسأله الاولى عندك (علم اليقين) بان هنالك اموال شرعيه بالمليارات كل سنه.
من المسأله الثانيه عندك (عين اليقين) بان هنالك الالاف من الفقراء والمحتاجين.
من المسأله الثالثه عندك (علم اليقين) بان هذه الاموال يجب ان تصرف على الفقراء والمحتاجين.
من المسأله الرابعه عندك (عين اليقين) بان اعداد الفقراء والمحتاجين يزداد يوما بعد يوم.
الاستقراء:
(علم اليقين) بوجود مليارات من الاموال الشرعيه و(عين اليقين) بوجود الالاف الفقراء والمحتاجين و(علم اليقين) بوجوب صرف هذه الاموال عليهم تستقرء بـ (علم اليقين) بان اعداد الفقراء والمحتاجين يجب ان تنقص.
(علم اليقين ) بعدم تناقص عدد الفقراء والمحتاجين (بل ازديادهم باعداد كبيره) تسقرء بـ (علم اليقين) بان هنالك خلل في التصرف بهذه الاموال الشرعيه والله العالم.
انا متأسف لاستعمال هذا الاسلوب الحوزوي الاستقرائي في طرح هكذا موضوع ولكن للحاجه الماسه لاستعمال هكذا مفاهيم قرآنيه في زماننا هذا والله من وراء القصد.
10 محرم الحرام 1433هـ
الفقير الى رحمة ربه
الاحقر
سرمد عقراوي

ليست هناك تعليقات: