الجمعة، 9 ديسمبر 2011

مفاهيم قرآنيه: « لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ » ؟!

مفاهيم قرآنيه: « لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ »

هنالك الكثير من المظلومين في هذا العالم الا انني اؤكد لكم بان ظلم الامام علي(ع) وانتزاع حقه في الامامه هو اساس كل هذه الظلايم التي تمر بنا في هذا العالم وهذا واضح جدا للعيان وخصوصا على المستوى السياسي وبالتحديد في العراق, ويتضح ذلك جليا عندما يشتمل دعائنا نحن الموالي بلعن من اسس اساس الظلم لأهل البيت(ع).

الا ان المظلوميه قد تكون فرديه اي بمعنى آخر بين شخص وآخر ومنه ما نراه كل يوم في عيشنا وتعاملنا مع الناس في هذه الدنيا الفانيه. وكان اكتشافي لهذه الآية الكريمه بحسب اعتقادي هو من دعوة المظلوم والذي هو انا حيث ظلمني احدهم وكنت اشرح مظلوميتي فقط وكيف ظلمت؟! بدون التهجم على احد ؟! الا ان الناس كانت تقابلني بالجفاء بسبب جهلها وبقول: غيبه, غيبه ؟! فلم يكن لي الا الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى ليس بالدعاء على من ظلمني ولكن بهدايتي الى كيف اشرح مظلوميتي بدون الوقوع في الحرام ؟! وكنت اكثر من الحوقله ؟! ولا ادري ماذا افعل؟! ومرت شهور وانا على هذا الحال ؟! واذا بي في يوم ما افتح التلفاز حيث كانت أول آية « لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا » ؟! سجدت شكرا لله وحمدته وكبرته لانه اعطاني السلاح الذي استطيع به ان ادافع عن نفسي؟!.

ليس منا من لم يُظلَم في هذا العالم بل ان الكثير من هو مظلوم وعلى الدوام؟! فكيف يجب ان يتعامل المظلوم مع من ظلمه في هذه الدنيا الفانيه ؟! ادعوكم ايها الاخوة الى رحاب تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي في تفسير هذه الاية الكريمه من القرآن العظيم.

بداية نص تفسير الميزان

قوله تعالى: « لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ »، قال الراغب في مادة «جهر» يقال لظهور الشيء بإفراط لحاسة البصر أو حاسة السمع، أما البصر فنحو رأيته جهارا، قال الله تعالى: «لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة» «أرنا الله جهرة» - إلى أن قال - و أما السمع فمنه قوله تعالى: «سواء منكم من أسر القول و من جهر به». و السوء من القول كل كلام يسوء من قيل فيه كالدعاء عليه، و شتمه بما فيه من المساوىء و العيوب و بما ليس فيه، فكل ذلك لا يحب الله الجهر به و إظهاره، و من المعلوم أنه تعالى منزه من الحب و البغض على حد ما يوجد فينا معشر الإنسان و ما يجانسنا من الحيوان، إلا أنه لما كان الأمر و النهي عندنا بحسب الطبع صادرين عن حب و بغض كني بهما عن الإرادة و الكراهة و عن الأمر و النهي.

فقوله « لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ » كناية عن الكراهة التشريعية أعم من التحريم و الإعانة.

و قوله «إلا من ظلم» استثناء منقطع أي لكن من ظلم لا بأس بأن يجهر بالسوء من القول فيمن ظلمه من حيث ظلم، و هذه هي القرينة على أنه إنما يجوز له الجهر بالسوء من القول يبين فيه ما ظلمه، و يظهر مساوئه التي فيه مما ظلمه به، و أما التعدي إلى غيره مما ليس فيه، أو ما لا يرتبط بظلمه فلا دليل على جواز الجهر به من الآية.

و المفسرون و إن اختلفوا في تفسير السوء من القول فمن قائل إنه الدعاء عليه، و من قائل إنه ذكر ظلمه و ما تعدى به عليه و غير ذلك إلا أن الجميع مشمول لإطلاق الآية فلا موجب لتخصيص الكلام ببعضها.

و قوله « وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا » في مقام التأكيد للنهي المستفاد من قوله « لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ »، أي لا ينبغي الجهر بالسوء من القول من غير المظلوم فإن الله سميع يسمع القول عليم يعلم به.

نهاية النص تفسير الميزان.

11 محرم الحرام 1433هـ

الأحقر

الفقير الى رحمة ربه

السيد العقري

 

ليست هناك تعليقات: