الخميس، 11 ديسمبر 2014

الحمامه البيضاء والغراب الأسود ؟!


الحمامه البيضاء والغراب الأسود ؟!

قصه قصيرة مبنيه على مثل الماني قديم: عندما تعاشر الحمامه (البيضاء) الغراب
فإن ريشها يبقى ابيض إلا أن قلبها يصبح أسود ؟!.



في بداية الالفين هاجرت من العراق كأغلب من يهاجر هذه الأيام وليس تلك ؟! بحثا عن الحياة المترفه وليس الرزق ؟! فهي ليست بحاجه الى العمل ابدا, واهلها من ميسوري الحال, بل انها تستطيع ان تحصل على اية شغله تريدها في العراق. مرت السنيين فاصبحت الوحده شاغلها وكانت تتمنى ككل النساء ان ترتبط برجل يرفع عنها عذاب سنيين الوحده ويقف معها جنبا الى جنب في هذه الدنيا وقد ترزق بطفل او طفلين لتشعر بحنان الأمومه قبل ان يفوت القطار فهي الآن في منتصف العقد الرابع من عمرها.

ليس واضحا بالنسبه لي كيف تعرفت عليه الا انه جاء من اوربا ليلتقي بها ويتعرف عليها . وكاغلب المهاجرين الى اوربا فالحصول على شهادة عاليه من ابسط الامور, الا انه ليس هنالك مجال للعمل على الاطلاق.

لم يكن من مذهبها واراد ان يعاشرها بالحرام لانه من جيل لا يعرف الله ؟! رفضت فاستدار كالثعلب الماكر وغير الى الزواج ؟! فهمت القصه الا ان الوقت كان قد فات فلقد تعلقت به وهو كسر قلبها فاسودت الدنيا في عيونها, بل اسود قلبها ؟! وفيما كانت تحاول ان تلملم جراحها ؟! فجعت مرة اخرى بفقدان عزيز عليها.....

فدخلت دوامه الحزن والآلم والعذاب.... وتمر سنيين الغربة والحزن والألم والوحدة... حيث بدأت تذبل وجسمها ينحل.........وكلما فكرت بوحدتها وانوثتها دقت باب احدهم بحجه صداقه بريئه ؟! الا انها وبسبب الخوف من التجربه الماضيه كانت تتركهم مكسوري القلب بعد ان ظنوا بانها جادة في فكرة الارتباط بهم؟! لانهم كانوا يرونها حمامة بيضاء الا انهم لا يعلمون بان قلبها قد اصبح اسود ؟! فتحول قلوبهم الى الاسود ايضا.....وتستمر المعانات...مع غيرهم.... وغيرها.... وان كان اغلبهم غربان بقلوب سوداء.... كانت هذه العلاقات مصداقا للمثل الدارج: غراب يقول لغراب وجهك اسود ؟! بل قلبك اسود ؟!.

كانت هي الحمامة البيضاء التي عاشرت الغراب الاسود فبقى ريشها ابيض الا ان قلبها اصبح اسود ؟! لا تعرف كيف تعيش الا في ظلام القهر والحزن والألم والوحده والغربه والحرمان هذا ما تعودت عليه؟! فهي تخاف من التغيير وإن كان الى السعادة لانها لا تعرف معنى السعادة.

ومرت السنيين.... دقت بابه وهو كاتب مشهور...وهو مثال للحمامه البيضاء... بل تجسيد للقلب الابيض الناصع كالثلج...فقد كان قد راقب كل غربان الدنيا السوداء ... ولانه كان من العلم والمعرفه والحكمه بحيث لم يعاشرهم فبقى قلبه ابيض......بل انه من اكتشف نظريه القلب الابيض ونور الله والهالة الزرقاء...وهو خبير بها......عرف قصتها من أول رساله.....بانها حمامة بيضاء قد عاشرت غراب فاسود قلبها.... لانه كان قد انقذ غيرها الكثيرين من دون الارتباط بهم.... هديه في سبيل الله....وزكاة العلم نشره..... بل انه عرف بان القلب الأسود يريد ان تصبح كل قلوب الناس سوداء... بقصد او بدونه......واغلبه بقصد لانه هذه هي طبيعة الروح الانتقاميه للقلب الأسود......فاصبح اكثر اصرارا ومصمما على انقاذها.... وغسل قلبها المسود....بنور الله.... ليخرج مرة اخرى ناصع البياض كالثلج .....ليدخل نور الله اليه....كل هذا لانه كان يستشعر منها بانها تحمل صفات توأم روحه......الا انها لم تفهم الفكرة.....فهي قارئه ماهره....الا انها لا تفهم ما تقرأ.... بل أن القراءه لها ادمان لاضاعة الوقت وشغل الفراغ في حياتها وما اكثره....... فقط لا غير ...... فاضاعت الفرصه على نفسها....بسبب سواد قلبها وسوسوسه الشيطان لها...بالخوف من التغيير.... وكيف لا يوسوس القلب الأسود الشيطاني....اذا كان عاقل يريد ان يغسله بنور الله.....

لم تعرف في حياتها معنى السعادة....فكيف يتعلق الانسان بشيئ يجهله..... وكيف يعرف الأعمى البصر.....واذا كانت قشور الدنيا تحيط بها..... فكيف العمل..... وكيف الخروج من دوامه القلب الأسود؟!.

كان صبورا معها لسنيين.....الا انها وما تزال متمسكه بحياة الوحدة والغربه والنكد والدموع..... لانها لا تعرف غير هذه الحياة.....ولم تجرب غيرها.........وكما قال المثل: إذا كان الغراب دليل قوم...... قادهم الى دار الخراب.

لم يفقد الأمل ولن يفقده....لانه قد عرف نفسه....فعرف الله... ومن يعرف الله.... لا يعرف اليأس........

يدعوا الله لها كل يوم بدعاء النور وآية النور..... ويطلب من الله ان تراجع ما كتبه لها ومن أول يوم....

عسى ولعل ان.... تستيقظ في يوم ما... من نومها......بما كتبه لها من حكم ومواعظ... لتغسل قلبها الأسود بنور الله....ليصبح ابيض كالثلج.....الا انها لا ترى ذلك بقلب اسود......بل تنظر الى ما يكتبه لها من باب القساوة....بينما خبرة المجرب تقول:

اليس من الأفضل ان يوقظك شخص يهمه امرك من نومك بما تسمينه انت قساوة.......قبل ان يوقظك عزرائيل من نومك بالموت.........


يا ايتها الحمائم البيضاء (من رجال ونساء) احذروا أن تعاشروا الغربان (من الرجال والنساء)
لانكم إن فعلتم فإن ريشكم سيبقى ابيض الا أن قلوبكم ستصبح سوداء.


21-12-2014م

مع تحيات المهندس سرمد عقراوي

 
 

ليست هناك تعليقات: