خواطر- اعتقالي في الأمن العامة سنة 1979م ؟!.
دخلت في ثانوية كلية بغداد في بداية السبعينات ومن بعدي بسنه دخل المقبوران عدي وقصي؟! في البداية لم يكن هنالك اية مضايقات امنيه للطلاب ماعدا سيارة شرطة تقف عند الباب ومرافق واحد للمقبوران؟! واتذكر بان المجنون عدي كان يلعب كرة القدم بقاط ورباط وحذاء (ليس رياضي) وكنا سرا تستهزء منه حيث كان بامكانه شراء احسن واحدث التجهيزات الرياضية؟!. حيث كانت لثانوية كليات بغداد 3 او 4 ساحات للعب كرة القدم مع 3 ساحات للعب البسبول الامريكيه. بعد دخولهم بعدة سنوات اشتدت الاجراءات الامنيه (ولن ادخل في تفاصيل اصلي وفصلي) الا انني كنت من المغضوب عليهم فقط بالنسب؟!. اضطررت لترك ثانوية كلية بغداد أواخر سنة 1976م وانتقلنا الى شمال العراق.
تخرجت من الاعدادية سنة 1979م وكنت احضر للسفر الى الخارج للدراسة او بحجة الدراسه؟! وكنت من الذين يداومون على الصلاة ومن عمر 6 سنوات بل وحضور صلاة الصبح كل يوم في مسجد مختلف (مع ملاحقة الكلاب السائبة لي يوميا لانها ولسبب ما تحوم وقت الفجر) وكنت اعتبر ذلك ابتلاء او من عمل الشيطان ليمنعني من صلاة الفجر في المساجد.
في الشهر الثامن من عام 1979م كنت عائدا من المسجد بعد صلاة الصبح وبالقرب من بيتنا لاحظت وجود سيارة مارسيدس 280 اس اي ال سوداء امام باب بيتنا مع اطفاء انوارها الاماميه وعندما رأوني قادما دار المحرك واشتعلت الاضواء الاماميه للسيارة وانا اقترب نزل رجل بقاط ورباط وسالني هل انت سرمد فاجبت (اي اني سرمد) فقال استاذ عدي يريد يشوفك
وكنت بالبيجامه فقلت له اسمح لي ان ابدل ملابسي واجيب جزداني واقول لاهلي بانني ذاهب فقال : لا ما عدنا وقت يالله لازم نروح ركبت السيارة في المقعد الخلفي وقد اجلسوا رجل على جانبي ومن الصفحتين وكلهم نفس الشكول ونفس البدلات ويتكلمون مع بعضهم البعض (مو معاي) بلهجة تكريتيه. قال لي الجالس بجانبي من جهة اليسار دير وجك على اليمن فادرت وجهي فاذا به يضع قطعة قماش على عيناي ويشدها من الوراء احسست في تلك اللحظة فقط بانني اسير ؟! ولانني كنت حقا وباصرار اعتبر البعثيين كفار ومنذ الصغر فلم اهتم ولم اخاف لان ابي علمني ومنذ الصغر بان الجبان يموت الف مرة باليوم بينما الشجاع يموت مرة واحدة فقط ؟! وفورا بدأت افكر بانني مسلم معتقل واسير بيد الكفار ولست احسن من عمار بن ياسر او غيره من اسرى المسلمين وبدأ فكري مرحلة اسميها الغيبوبه لانني كنت لا افكر الا بكيف بدا الاسلام ومعانات المسلمين وايذاء الكفار لهم والمعارك والاسر والشهادة والجنة ؟! والجنة هذه هي من صبري فلم اكن خائفا منهم وكنت اتخيل وافكر كيف ستكون الجنه وماذا سيحصل ومن سيسالني وكيف سادخل....و....و....... الخ من الافكار؟! كان الطريق طويل وهم يتحدثون بالتكريتي في امور شتى وكل ساعة يكولولي تره انت ما سمعت شيئ والا تره دير بالك يكون اخر يوم الك بهذه الدنيا. انقطعت افكار الجنة ولانني متدرب على فنون القتال ومن عمر 12 سنة راودتني فكرة مهاجمتهم وقتلهم جميعا وانا وبدون فخر او تباهي والله كنت قادرا على ذلك الا انني فكرت بما سيحصل لاهلي ان فعلت ذلك وخصوصا هم كانوا امام بيتنا فرجعت الى فكرة الجنة والتاريخ الاسلامي والغيوبه في الجنه الا ان فكرة المهاجمة كانت تاتيني بين فترة واخرى لانني والى اليوم لا أؤمن بالوقوع في الاسر بل ان نظريتي وفكري هو القتال الى آخر رمق فاما النصر او الشهادة.
توقفت السيارة وازالوا العصبة التي كانت على عيناي نظرت واذا بنا امام باب بنايه وعلى الباب كشك خشبي وفيه حارس بلباس مدني وقالوا للحارس اخذه للضابط؟! مسكني من يدي اليمنى ودخل بي الى البنايه دخلنا الى غرفة فيها طاوله وكرسي خشبي امام الطاوله ؟! استقبلني الضابط وكان بلباس مدني وجرى ما يلي:
ضابط الأمن: ياهله ياهله يمعود هاي وينك صارلنا 3 سنوات ندور عليك؟! وين جنت خاتل؟!
سرمد: تدورون علي؟! خاتل؟! ليش اني شمسوي؟!
ضابط الأمن: لا يعني انت ممسوي شي ؟! بس حبينا نتعرف عليك؟! كالولنا انت تصلي وذكي وأهل امك وابوك من الاشراف اخاف يعني تصير حار وثوري وتفكر تسوي علينا انقلاب؟!
سرمد: يمعود يا انقلاب ؟! يا بطيخ ؟!
ضابط الأمن: لاتكذب ؟! تره احنى نعرف كل شيئ عنك ؟!
سرمد: شتعرفون عني؟!
ضابط الأمن: زين معلينا ؟! هسه ؟! اكيد ممتريك (افطار) شرايك نتريك لو نسوي جولة سياحيه؟!
سرمد: والله ما ادري بكيفك؟!
ضابط الأمن: اهوووووووووو يعني الا تخلي اسم الله بالنص (بالنصف)؟! لعد نتريك احسن .
سرمد:بكيفك اني ما مشتهي ريوك
ضابط الأمن: لا.. لا لازم تتريك ؟! فلان تعال جيبلنا تكة ومعلاك وجايات.... وره الريوك راح اسويلك جوله سياحيه تخبل
سرمد: بدون تعليق
(جاء الريوك تكة ومعلاك وجايات لم ااكل رغم الحاحه علي وشربت جاي فقط وهو كان يأكل بشراهة وبعد ان خلص اشعل سيكاره)
ضابط الأمن: هسه نروح للجوله السياحيه
(خرجنا من الغرفة وصعدنا الدرج الى الطابق الثاني)
مشهد الغرفة الاولى
سيد لابس عمامة سوده حاطين كمع في حلقه وهم يديرون عرك لو ويسكي في حلقه مع ممانعته ومحاولته عدم الشرب والزواع ثم قاموا بنزع شرواله واجلسوه على البطل مع الصراخ لان البطل انكسر في شرجه(مكرم السامع).
(وعادة فكرة المهاجمة في رأسي ؟! والله كنت قادرا على قتلهم جميعا وبدون تفاخر ولا مبالغة الا ان اهلي وسلامتهم كانت تمنعني واعود الى فكرة الجنه وما سيجري فيها ان استشهدت لاصبر نفسي حتى لا اهاجمهم).
مشهد الغرفة الثانية
أمرأة معلقه من المروحه من رجليها ولقد سقط االجنين وهو معلق بين ارضيه الغرفة ببطنها بالحبل السري وتبدوا ميته مع آثار الدم في الغرفة.
مشهد الغرفة الثالثة
رجل جالس على كرسي مقيد الايدين الى الكرسي وعندما دخلنا وضعوا المزرف الكهربائي على ايده المشدوده مع الصراخ الذي لا زلت اتذكره الى اليوم.
(كل انسان من ذكر او انثى يساعد او يؤيد او حتى يتكلم حتى ولو مع زوجة احد من هؤلاء الاوغاد (من منتسبي الامن والمخابرات والاجهزة الامنيه الاخرى حتى وان كان كاتب طابعه او حتى مهندس كهرباء او غيره من المهن وحتى وان كان لا علاقه له بالتعذيب) فانه سيكون شريك لهم بالجرائم التي ارتكبوها بحق الناس والله يقول: ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)
خرجنا من الغرفة الثالثة
ضابط الأمن: روح (اذهب).
سرمد: وين اروح .
ضابط الأمن: تروح (تذهب) لو اغير رأي؟!.
سرمد: لا.... لا اروح .
بدأت امشي وكان ما يدور في بالي هو بانه سيطلق النار علي من الخلف فتشاهدت وبدأت ابسمل واحوقل وانتظر لقاء ربي.
نزلت الدرج ولم يكن احد خلفي الى الطابق الاول باتجاه الباب الرئيس ولم يعترضني احد الى ان خرجت. لم يكن حارس الباب الخارجي موجودا وتمشيت في الشوارع الى الباب الرئيسي للمجمع وخرجت وانا بالبجامه الى شوارع بغداد. صحيت من غيبوبه الجنة وكنت محتارا ليش ما استشهدت والله العظيم لانني كنت متشوق ليس الى الجنة فقط بل الى عالم جديد.
ما عندي لا هوية ولا جزدان ولا فلوس الا انني تذكرت بان بيت خالتي في جانب الكرخ كنا ندفن قوطيه نيدو بالحديقه وبيها 10 دنانير متفرقه حتى اذا رجعنا للبيت بتكسي وما عندنا فلوس نستعملها فتمشيت الى بيت خالتي وانا غارق فيما جرى لي.
لم يكونوا في البيت وحفرت القوطيه واخذت الفلوس ثم اجرت تكسي للكراج وركبت سيارة نفرات ورجعت الى بيتنا في شمال العراق حوالي الساعة 5 عصرا من ذلك اليوم. لم اخبر اهلي بالموضوع والى اليوم خوفا عليهم.
خرجت من العراق بالواسطة والرشوة بعد شهر واحد من هذه الحادثة الى المملكة المتحدة كطالب نفقة خاصة ثم من بعدها الى الولايات المتحدة الامريكيه وشاركت في كافة نشاطات المعارضة العراقيه كاسلامي مستقل . حصلت على اللجوء السياسي في منتصف الثمانينات ودرست الهندسه المدنيه ثم اشتغلت في مجال اختصاصي لمدة 25 سنة وعدت للعراق سنة 2007م وما ازال اليوم في العراق ولن اترك العراق هذه المرة ابدا بل ساقاتل حتى النصر او الشهادة .
03 - 06 - 2012م
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
دخلت في ثانوية كلية بغداد في بداية السبعينات ومن بعدي بسنه دخل المقبوران عدي وقصي؟! في البداية لم يكن هنالك اية مضايقات امنيه للطلاب ماعدا سيارة شرطة تقف عند الباب ومرافق واحد للمقبوران؟! واتذكر بان المجنون عدي كان يلعب كرة القدم بقاط ورباط وحذاء (ليس رياضي) وكنا سرا تستهزء منه حيث كان بامكانه شراء احسن واحدث التجهيزات الرياضية؟!. حيث كانت لثانوية كليات بغداد 3 او 4 ساحات للعب كرة القدم مع 3 ساحات للعب البسبول الامريكيه. بعد دخولهم بعدة سنوات اشتدت الاجراءات الامنيه (ولن ادخل في تفاصيل اصلي وفصلي) الا انني كنت من المغضوب عليهم فقط بالنسب؟!. اضطررت لترك ثانوية كلية بغداد أواخر سنة 1976م وانتقلنا الى شمال العراق.
تخرجت من الاعدادية سنة 1979م وكنت احضر للسفر الى الخارج للدراسة او بحجة الدراسه؟! وكنت من الذين يداومون على الصلاة ومن عمر 6 سنوات بل وحضور صلاة الصبح كل يوم في مسجد مختلف (مع ملاحقة الكلاب السائبة لي يوميا لانها ولسبب ما تحوم وقت الفجر) وكنت اعتبر ذلك ابتلاء او من عمل الشيطان ليمنعني من صلاة الفجر في المساجد.
في الشهر الثامن من عام 1979م كنت عائدا من المسجد بعد صلاة الصبح وبالقرب من بيتنا لاحظت وجود سيارة مارسيدس 280 اس اي ال سوداء امام باب بيتنا مع اطفاء انوارها الاماميه وعندما رأوني قادما دار المحرك واشتعلت الاضواء الاماميه للسيارة وانا اقترب نزل رجل بقاط ورباط وسالني هل انت سرمد فاجبت (اي اني سرمد) فقال استاذ عدي يريد يشوفك
وكنت بالبيجامه فقلت له اسمح لي ان ابدل ملابسي واجيب جزداني واقول لاهلي بانني ذاهب فقال : لا ما عدنا وقت يالله لازم نروح ركبت السيارة في المقعد الخلفي وقد اجلسوا رجل على جانبي ومن الصفحتين وكلهم نفس الشكول ونفس البدلات ويتكلمون مع بعضهم البعض (مو معاي) بلهجة تكريتيه. قال لي الجالس بجانبي من جهة اليسار دير وجك على اليمن فادرت وجهي فاذا به يضع قطعة قماش على عيناي ويشدها من الوراء احسست في تلك اللحظة فقط بانني اسير ؟! ولانني كنت حقا وباصرار اعتبر البعثيين كفار ومنذ الصغر فلم اهتم ولم اخاف لان ابي علمني ومنذ الصغر بان الجبان يموت الف مرة باليوم بينما الشجاع يموت مرة واحدة فقط ؟! وفورا بدأت افكر بانني مسلم معتقل واسير بيد الكفار ولست احسن من عمار بن ياسر او غيره من اسرى المسلمين وبدأ فكري مرحلة اسميها الغيبوبه لانني كنت لا افكر الا بكيف بدا الاسلام ومعانات المسلمين وايذاء الكفار لهم والمعارك والاسر والشهادة والجنة ؟! والجنة هذه هي من صبري فلم اكن خائفا منهم وكنت اتخيل وافكر كيف ستكون الجنه وماذا سيحصل ومن سيسالني وكيف سادخل....و....و....... الخ من الافكار؟! كان الطريق طويل وهم يتحدثون بالتكريتي في امور شتى وكل ساعة يكولولي تره انت ما سمعت شيئ والا تره دير بالك يكون اخر يوم الك بهذه الدنيا. انقطعت افكار الجنة ولانني متدرب على فنون القتال ومن عمر 12 سنة راودتني فكرة مهاجمتهم وقتلهم جميعا وانا وبدون فخر او تباهي والله كنت قادرا على ذلك الا انني فكرت بما سيحصل لاهلي ان فعلت ذلك وخصوصا هم كانوا امام بيتنا فرجعت الى فكرة الجنة والتاريخ الاسلامي والغيوبه في الجنه الا ان فكرة المهاجمة كانت تاتيني بين فترة واخرى لانني والى اليوم لا أؤمن بالوقوع في الاسر بل ان نظريتي وفكري هو القتال الى آخر رمق فاما النصر او الشهادة.
توقفت السيارة وازالوا العصبة التي كانت على عيناي نظرت واذا بنا امام باب بنايه وعلى الباب كشك خشبي وفيه حارس بلباس مدني وقالوا للحارس اخذه للضابط؟! مسكني من يدي اليمنى ودخل بي الى البنايه دخلنا الى غرفة فيها طاوله وكرسي خشبي امام الطاوله ؟! استقبلني الضابط وكان بلباس مدني وجرى ما يلي:
ضابط الأمن: ياهله ياهله يمعود هاي وينك صارلنا 3 سنوات ندور عليك؟! وين جنت خاتل؟!
سرمد: تدورون علي؟! خاتل؟! ليش اني شمسوي؟!
ضابط الأمن: لا يعني انت ممسوي شي ؟! بس حبينا نتعرف عليك؟! كالولنا انت تصلي وذكي وأهل امك وابوك من الاشراف اخاف يعني تصير حار وثوري وتفكر تسوي علينا انقلاب؟!
سرمد: يمعود يا انقلاب ؟! يا بطيخ ؟!
ضابط الأمن: لاتكذب ؟! تره احنى نعرف كل شيئ عنك ؟!
سرمد: شتعرفون عني؟!
ضابط الأمن: زين معلينا ؟! هسه ؟! اكيد ممتريك (افطار) شرايك نتريك لو نسوي جولة سياحيه؟!
سرمد: والله ما ادري بكيفك؟!
ضابط الأمن: اهوووووووووو يعني الا تخلي اسم الله بالنص (بالنصف)؟! لعد نتريك احسن .
سرمد:بكيفك اني ما مشتهي ريوك
ضابط الأمن: لا.. لا لازم تتريك ؟! فلان تعال جيبلنا تكة ومعلاك وجايات.... وره الريوك راح اسويلك جوله سياحيه تخبل
سرمد: بدون تعليق
(جاء الريوك تكة ومعلاك وجايات لم ااكل رغم الحاحه علي وشربت جاي فقط وهو كان يأكل بشراهة وبعد ان خلص اشعل سيكاره)
ضابط الأمن: هسه نروح للجوله السياحيه
(خرجنا من الغرفة وصعدنا الدرج الى الطابق الثاني)
مشهد الغرفة الاولى
سيد لابس عمامة سوده حاطين كمع في حلقه وهم يديرون عرك لو ويسكي في حلقه مع ممانعته ومحاولته عدم الشرب والزواع ثم قاموا بنزع شرواله واجلسوه على البطل مع الصراخ لان البطل انكسر في شرجه(مكرم السامع).
(وعادة فكرة المهاجمة في رأسي ؟! والله كنت قادرا على قتلهم جميعا وبدون تفاخر ولا مبالغة الا ان اهلي وسلامتهم كانت تمنعني واعود الى فكرة الجنه وما سيجري فيها ان استشهدت لاصبر نفسي حتى لا اهاجمهم).
مشهد الغرفة الثانية
أمرأة معلقه من المروحه من رجليها ولقد سقط االجنين وهو معلق بين ارضيه الغرفة ببطنها بالحبل السري وتبدوا ميته مع آثار الدم في الغرفة.
مشهد الغرفة الثالثة
رجل جالس على كرسي مقيد الايدين الى الكرسي وعندما دخلنا وضعوا المزرف الكهربائي على ايده المشدوده مع الصراخ الذي لا زلت اتذكره الى اليوم.
(كل انسان من ذكر او انثى يساعد او يؤيد او حتى يتكلم حتى ولو مع زوجة احد من هؤلاء الاوغاد (من منتسبي الامن والمخابرات والاجهزة الامنيه الاخرى حتى وان كان كاتب طابعه او حتى مهندس كهرباء او غيره من المهن وحتى وان كان لا علاقه له بالتعذيب) فانه سيكون شريك لهم بالجرائم التي ارتكبوها بحق الناس والله يقول: ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)
خرجنا من الغرفة الثالثة
ضابط الأمن: روح (اذهب).
سرمد: وين اروح .
ضابط الأمن: تروح (تذهب) لو اغير رأي؟!.
سرمد: لا.... لا اروح .
بدأت امشي وكان ما يدور في بالي هو بانه سيطلق النار علي من الخلف فتشاهدت وبدأت ابسمل واحوقل وانتظر لقاء ربي.
نزلت الدرج ولم يكن احد خلفي الى الطابق الاول باتجاه الباب الرئيس ولم يعترضني احد الى ان خرجت. لم يكن حارس الباب الخارجي موجودا وتمشيت في الشوارع الى الباب الرئيسي للمجمع وخرجت وانا بالبجامه الى شوارع بغداد. صحيت من غيبوبه الجنة وكنت محتارا ليش ما استشهدت والله العظيم لانني كنت متشوق ليس الى الجنة فقط بل الى عالم جديد.
ما عندي لا هوية ولا جزدان ولا فلوس الا انني تذكرت بان بيت خالتي في جانب الكرخ كنا ندفن قوطيه نيدو بالحديقه وبيها 10 دنانير متفرقه حتى اذا رجعنا للبيت بتكسي وما عندنا فلوس نستعملها فتمشيت الى بيت خالتي وانا غارق فيما جرى لي.
لم يكونوا في البيت وحفرت القوطيه واخذت الفلوس ثم اجرت تكسي للكراج وركبت سيارة نفرات ورجعت الى بيتنا في شمال العراق حوالي الساعة 5 عصرا من ذلك اليوم. لم اخبر اهلي بالموضوع والى اليوم خوفا عليهم.
خرجت من العراق بالواسطة والرشوة بعد شهر واحد من هذه الحادثة الى المملكة المتحدة كطالب نفقة خاصة ثم من بعدها الى الولايات المتحدة الامريكيه وشاركت في كافة نشاطات المعارضة العراقيه كاسلامي مستقل . حصلت على اللجوء السياسي في منتصف الثمانينات ودرست الهندسه المدنيه ثم اشتغلت في مجال اختصاصي لمدة 25 سنة وعدت للعراق سنة 2007م وما ازال اليوم في العراق ولن اترك العراق هذه المرة ابدا بل ساقاتل حتى النصر او الشهادة .
03 - 06 - 2012م
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق