الخميس، 24 مارس 2011

استقراء دعم الغرب للشعوب العربيه في المسيرة الديمقراطيه؟!



بعد ان افقت من نشوة الفرحة للديمقراطيات الفتية والتي تجتاح الشرق الاوسط لا لشيئ الا لانني ارى باننا نحن العراقييون نحب الخير لغيرنا اكثر من ان نحبه لانفسنا في بعض الاحيان؟! وقد يقول البعض بان السبب هو باننا اول من تحرر من دكتاتور طاغيه في العشر او العشرين سنة الماضيه وعلى الرغم من افساد بقيه الشعوب العربيه لنشوة انتصارنا على الدكتاتور بخلط الاوراق علينا طائفيا واقليميا حتى ضاعت على الاغلبيه العراقيه نشوة الفرحة والانتصار.
اندفاع الغرب (الاصابع الخفية) وبقوة هذه الايام لمساندة الشعوب في الشرق الاوسط للتحرر من الدكتاتوريين الذين خضعوا على صدورنا ومنذ تأسيس دولة اسرائيل مسأله مهمة وتحتاج الى دراسة وتحليل وبعد نظر؟!. حيث كانت السياسة الغربيه (الاصابع الخفية) تركز على ادامة الدكتاتوريات لمصلحتها وفي كل النواحي؟! حيث ان الدكتاتوريات كانت اداة طائعة بيد الغرب (الاصابع الخفية)  يحركها كيفما يشاء وعلى الرغم من ادعائها وركوبها موجة الثورية ومصلحة الجماهير؟! الا ان الدكتاتوريين كانوا وبسبب قمعهم للشعوب يخافون الغرب (الاصابع الخفية) ويقيمون معه علاقات مريبة في السر لعلمهم بان الغرب (الاصابع الخفية) قد يساند الجماهير مما سيؤدي الى خلعهم وبسهولة ؟! وكما شاهدنا في الاشهر القليلة الماضية؟!.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو؟! ما هو سر تغير السياسة الغربية (الاصابع الخفية) تجاه الشعوب العربية ؟!ولماذا الآن؟! باعتقادي بان الغرب اليوم يعمل ضمن معادلة جديدة في الشرق الاوسط الخصها لكم كالتالي:

ديمقراطيات (توافقية فاشلة = دكتاتوريات) + توزيع الثروات = رجوع المهاجرين والمهاجرات (من دول الغرب).

1-    بعد ثورة المعلومات عن طريق الانترنيت اصبح الغرب (الاصابع الخفية) يشعر بالحرج من دعم الدكتاتوريات التقليديه في الشرق الاوسط ؟! وبدأ يثير هذا الدعم حقد وانتقام الشارع العربي للغرب ومؤشر خطير الى احتماليه انتقام هذا الشارع من كل ما هو غربي وان كان بطرق غير تقليديه؟! فمثلا المواطن في الشرق الاوسط يقول: ايها الغرب خربتم بلدي بدعم دكتاتورها وضيعتم علي فرصة العيش الرغيد في بلدي ؟! اذن ساهاجر الى بلدانكم واسكن فيها اولا لافلاسكم باخذ المساعدات الماليه منكم وثانيا بخلق مجتمعات عربية واسلامية في بلدانكم تؤجج الرأي العالمي من المستضعفين في العالم ضدكم وباستعمال ديمقراطياتكم ؟!انتبه الغرب (الاصابع الخفية) لهذه النقطه الحساسة والمهمة الا انه فشل في معالجة هذه المسألة من ايقاف الهجرة ؟! ووقف المساعدات و.... و.... غيرها؟! ما العمل اذن؟! العمل هو دعم ومناصرة ديمقراطيات توافقيه وليس عادية اثبتت في لبنان والعراق بانها فاشلة وتعمل بنفس الاسلوب الدكتاتوري ولكن بطريقة مختلفه ولكن الغرض هو واحد وهو : شل القرار السياسي وبعثرة الجهود وخلق الاختلافات والانشقاقات والتي بسهولة سيسيطر عليها الغرب (الاصابع الخفية) ؟! وهي ليست كالديمقراطيات العاديه والتي هي افضل اسلوب للحكم بغياب البديل.
2-    الازمة المالية العالمية واحتكار دكتاتوري الشرق الاوسط لاموال طائله مجمدة ؟! تحرير هذه الاموال وضخها في الاقتصاد العالمي سيخفف من الازمة الماليه العالميه؟! وانتم شاهدتم بأم اعينكم بان دكتاتور دولة فقيرة كمصر تقدر امواله بـ 100 مليار دولار؟! فما بال دكتاتوري الدول الغنية بالنفط كالسعوديه وليبيا مثلا؟!. توزيع هذه الثروة على الشعوب او خلعها منهم واعطائها الى آخرين له تبعات اقتصاديه جمه؟! فتحرير 100 مليار دولار من عائلة حسني واعطائها وان لم يكن للشعوب بل لـ 10 او 100 اشخاص جدد لم يكونوا يملكون المال في الماضي سيؤدي الى قيام هؤلاء المليونيريه الجدد بانفاقها في شراء السيارات والطائرات والقصور والذهب والالماس مما سيحرك عجلة الاقتصاد العالمي ويدفعه الى امام.
3-    تحويل مدن الشرق الاوسط وبتحرير هذه الاموال الى مدن عصريه ومتطوره كـ (دبي) في كل او معظم الدول العربية سيؤدي الى الهجرة العكسيه للعرب والمسلمين من اوربا وامريكا وكندا واستراليا الى بلدانهم في الشرق الاوسط وهذا سيخدم الدول الغربية خدمة كبيرة عن طريق: اولا تخفيف الاعباء الماليه لهؤلاء المهاجرين على الدول الغربية والذين اغلبهم واركز على كلمة اغلبهم يعتاشون على المساعدات الحكومية وثانيا مغادرة هؤلاء سيخفف من الانفاق الامني ؟! حيث تعتبر معظم الدول الغربيه الجاليات العربية والاسلاميه في اوربا بؤرا للتطرف والارهاب وخطرا امنيا حقيقيا يجب التعامل معه اليوم اليوم وليس غدا.

هذا ما استطعت ان افرغه من جعبتي في هذه العجاله واترك لكم المجال للتفكر والاستقراء حول هذه المسألة المهمة.

اللهم اشهد اني بلغت                     اللهم اشهد اني بلغت                   اللهم اشهد اني بلغت
24 - 3 -2011م              
sarmad_aqrawi@yahoo.com

مقالاتي تعبرعن رأي الشخصي والديمقراطية في نظري هي ليست إنتخابات فحسب ؟! بل هي تبادل حر للأفكار والآراء لمنفعة الناس مع إحترام العرف العام وبدون الخوف من التجريح والتهديد والوعيد.
انا لست صحفي ولا أريد بأن أنافس سيبويه في النحو ؟! ولا أريد بأن توضع مقالاتي في متحف اللغة العربية للبلاغه ؟! القصد هو ايصال الفكرة للقارئ الكريم بأبسط وسيله ممكنه. واختم بالقول: خير الكلام ما قل ودل ولا تنسوا مقولة الامام علي(ع) لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال.

   

ليست هناك تعليقات: