الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

خواطر: رسالة شركة اكسون موبيل للشعب العراقي؟!

تعتبر شركة اكسون موبيل أكبر شركة عالمية في مجال النفط والغاز على الاطلاق؟! وهي شركة امريكيه مقرها الرئيسي في مدينة ارفينك في ولاية تكساس الامريكية.
عدد موظفي الشركة في العالم 82 ... 000 الف ويبلغ تعداد موظفيها في مقرها الرئيسي 4000 الاف موظف مع وجود 27000 الف موظف آخر في فرعها في مدينة هيوستن في ولاية تكساس العاصمة النفطيه ليس فقط لامريكا بل للعالم. بلغ اجمالي ارباحها الصافية لسنة 2008م 37 مليار دولار فقط لا غير. تأسست الشركة سنة 1870م وكانت تسمى آنذاك ستاندرد اويل ثم تحول الاسم الى ستاندرد اويل اوف نيوجرسي ثم نيويورك ... مؤسسها ومالكها (انتبهوا) جون. دي. روكافيلر اكبر اثرياء الولايات المتحدة الامريكية وبدون منازع؟! وأشهر من علم؟!.
عقد الشركة مع الحكومة الاتحاديه العراقيه هو لتحسين حقل القرنه الغربي-1 العملاق وهي تمتلك نسبة 60 بالمئة من العقد مع 25 بالمئة لشركة نفط الجنوب (العراقيه) و15 بالمئة لشركة شيل الهولنديه. وينتج حقل القرنه الغربي-1 400 الف برميل في اليوم وهو ما يعادل 15 بالمئة من اجمالي انتاج النفط العراقي.
عقد الشركة مع اقليم كردستان هو لاستكشاف النفط فقط ؟! وهذا يعني لا وجود لارباح حاليه بل مصاريف فقط الى ان يكتشف النفط ثم يتم التعاقد على كيفيه المشاركة في انتاجه وتقاسم الارباح مع الحكومة الاتحادية وليس الاقليم وكما هو معمول به اليوم من تصدير النفط في الاقليم تذهب اموال بيعه الى الحكومة الاتحاديه ثم تعطي الحكومة حصة الاقليم من الميزانيه والتي اثيرت المشاكل حول نسبتها البالغة 17 بالمئة.
ارجو الانتباه بان هذه الشركة هي شركة عالمية ومن اكبر شركات النفط والغاز في العالم بالاضافة الى كونها شركة امريكية يعني في اكبر واقوى دولة في العالم ؟! لا ارجوا مما قلته في الحجم او الموقع الا بان حسابات هذه الشركة حول أمان استثماراتها وعملياتها في العالم يعتمد على الدراسات التي يقوم بها كوادر متخصصه في الشركة لتبيان خطورة او سلامة توقيع العقود في دول العالم المختلفة ومنه استقرار الدول والحكومات وكيفيه التعامل معها ومنه لضمان اموال الاستثمار ومنه الربح لها ؟! والا فلم تكن لتصل الى هذه المرحلة من النجاح في عملياتها. مربط الفرس هنا هو الاستقرار السياسي للدول التي تدخل فيها اكسون موبيل في عقود تنقيب او استخراج النفط والغاز.
رسالة شركة اكسون موبيل للشعب العراقي كانت واضحة جدا ؟! فعندما نشب الصراع ما بين بغداد واربيل ؟! فان الشركة ابقت على عقودها مع اربيل ؟! مع العلم بان عقودها مع اربيل هي عقود استكشافيه فقط (مصرف بدون ربح) الآن ... وتحاول بيع حصتها مع عقد بغداد والبالغة 60 بالمئة في حقل القرنه الغربي -1 وهو عقد يدر عليها ارباح في 400 الف برميل يوميا ؟! 15 بالمئة من انتاج العراق الاجمالي وهذا يعني بان هذه الشركة العملاقة تعتقد بان اربيل اكثر استقرارا من بغداد؟! وببساطه.
اكرر مرة أخرى للفائدة العقود مع اربيل هي لاستكشاف النفط والغاز وليس عقود انتاج ومشاركة ارباح ؟! ليس الآن الى ان يتم اكتشاف النفط والغاز. أعتقد وصلت الفكرة والرسالة.
زين منو ضاج من هذه الرسالة ؟! طبعا المالكي والشهرستاني؟! الشهرستاني هدد الشركة الكبرى والامريكيه وعلى الطريقة الصداميه ؟! لو معانا لو ضدنا ؟! والمالكي طار الى واشنطن ليحتج الى اوباما ؟! وهو لايدري بانه في امريكا لا يستطيع الرئيس الامريكي الضغط على شركة خاصة ؟! بل ان الشركة الخاصه وخصوصا ان كانت بحجم اكسون موبيل هي من يضغط على الرئيس الامريكي؟! لانها ليست فقط تتبرع لحملته الانتخابيه بالملايين (ملايين الدولارات) ولكن تدفع ضرائب للحكومة الامريكيه بالمليارات (مليارات الدولارات) وتشغل مئات الالاف ممن يدفعون ملايين الدولارات كضرائب للحكومة الامريكيه ايضا ؟! ولديها لوبي ضخم للنفط والغاز في الكونكرس الامريكي؟! بس هاي هي عقلية رئيس وزراء العراق ومستشاره لشؤون الطاقة ؟! وهذا هو فهمهم ؟! او بالاحرى عدم فهمهم للسياسه الداخليه الامريكيه؟!.
لاحظتوا الاخبار هذه الايام ؟! المالكي يهدد فلان ؟! المالكي يهدد فستان ؟! المالكي يهدد علان ؟! وعضو ائتلاف دوله القانون الفلاني يهدد المجموع الفلانيه او الفستانيه او العلانيه ؟! بابه ما شبعتوا تهديد من وكت هدام العراق؟! وشنو خرب العراق الا التهديد؟! ما لكم كيف تحكمون؟! الا تعقلون؟!.
ومنه دارت هذه المحادثه الافتراضيه بين المالكي والشهرستاني؟!
الشهرستاني: شفت شلون اكسون جلقونا ؟! ويكولون اربيل اكثر استقرار من بغداد؟!
المالكي: ادري اني ما داقني الا هاي اربيل؟! كل ما احجي وي عراقي يكولي رايح اربيل؟!متكولي شكو باربيل؟!.
الشهرستاني: ليش ما اندز عليهم جيش ونخرب الاستقرار ونطلع اكسون بسواد الوجه؟! وهم تفيدك حتى تبين قوي قبل الانتخابات؟!.
المالكي: والله هاي خوش فكرة.
ومنه دارت هذه المحادثه الافتراضيه في مدينة ارفينك ولاية تكساس بين مدير شركة اكسون والخبير الامني للشركه وهو فريق اول متقاعد في الجيش الامريكي:
الخبير الامني: سيادة المدير المالكي حرك قوات عراقيه لخلق مشكلة مع اربيل لتهديد مصالحنها.
مدير اكسون: متاكد ؟! انطيني تفاصيل؟!
بعد دراسة الموضوع مع التفاصيل
مدير اكسون: الو سكرتيره اتصليلي بالبيت الابيض؟! الو نائب الرئيس جو بايدن كيف حالك ؟! لم نلعب كولف سوية من مدة ؟! وعندنا مشكلة مع المالكي؟! تعال الى تكساس لنتكلم في الموضوع ؟! جو بايدن: سأتي قريبا ؟! شكرا للدعوة.
وبعد لعبة الكولف لمدة 4 ساعات والغذاء وكلها مناقشات حول العراق؟! نائب الرئيس الامريكي جو بايدن يقول لمدير اكسون: لا تقلقل يا عزيزي ساتفاهم مع المالكي (بل سافهم المالكي حدوده).
محادثة مفترضه بين المالكي وجو بايدن نائب الرئيس الامريكي:
المالكي: الو.... الو منو؟!
بايدن: انا بايدن كيف حالك؟!
المالكي: بخير... بخير..... خمو اكو شيئ؟!
بايدن: لا سلامتك؟! بس لا تنسى ان العراق ما يزال تحت البند السابع ؟! ونحن نقف على مسافة واحدة من الفرقاء السياسيين العراقيين؟! وترى من تصير مشكلة وخصوصا في المناطق المتنازع عليها ؟! راح ننشر قوات امريكيه هناك وخصوصا هالمرة تركيا معانا وقاعدة انجرليك بيها 200 طائرة اف 16 امريكيه وهي على بعد 30 دقيقة من كركوك.
المالكي: قوات امريكيه ؟! ليش ؟! شنو اللي صار؟!
بايدن: على كل حال لا تقول ما حذرناك ؟! اتمنى لك الموفقيه.
المالكي: هاي شنو؟! سد التلفون بوجهي؟!.
كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟! وكما انا انتفع واستفيد من قراءة تجارب الاخرين؟! ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فيأكلون ؟!.
26-11-2012م
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
sarmad_aqrawi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: