خواطر في العرفان:
علاقة الروح بالجسد ؟! وخلع البدن ؟!
كثير منا من يخطئ حين يعتقد وبسبب مشاهدة الولادة بأن الجسد
هو الأصل ؟!
لقد خلقنا في عالم
الذر كأرواح وليس اجساد ؟! ومنه فإن الجسد اداة للروح للقيام بالعمل ؟! أي عمل خير
أو شر ؟! وساضرب لكم مثل لاقرب الفكره:
لنقل بأن الروح
انت والجسد سيارة وانت من يسوق تلك السيارة فالجسد بالنسبة للروح هي تلك السيارة
التي تساعدك بل تمكنك و تساعدك في القيام باعمالك وواجباتك تجاه نفسك واهلك
والمجتمع , ومنه فإن فصل الروح (انت) عن السيارة (الجسد) هو بسهولة خروجك من
السيارة فقط لا غير بهذه البساطه ؟! ولكن خروجك من السيارة يحتاج الى معرفه بل الى
درايه (اطلاع) بأن هنالك جزء في السيارة يسمى باب وان هذا الباب فيه قفل (يفتح
باليد سابقا والآن بالرموت كنترول) وفيه ايضا مقود تسحبه باتجاهك او الى اليمين او
اليسار (في بعض السيارات) ليفتح لك الباب وتتحرر روحك من جسدك ؟! وكما ان خروجك من
السيارة بهذه البساطه فإن ركوبك في السيارة هو بهذه البساطه ايضا ؟! خروج الروح من
الجسد بهذه البساطه ورجوع الروح الى الجسد بهذه البساطه ايضا ؟! ولذلك سمي هذا
العلم بالروحانيات (نسبة الى الروح) أو العرفان(نسبة الى المعرفه).
كيف نموت ؟!
نحن ارواح تسكن
الاجساد , فخروج الروح من الجسد يكون لعدة اسباب اهمها:
1- أمر الله.
يمكننا ان نؤخر أمر الله بما جاء عن الله سبحانه وتعالى
من عمل صالح محدد ؟! ومنه مثلا فإن صلة الرحم تطيل العمر ؟!.
2- هرم الجسد (الكبر بالعمر) ؟!
يمكننا أن نطيل العمر (مع تأخير أمر الله بالعمل الصالح
المحدد) بالاهتمام بالجسد ومنه مثلا التغذيه الصحيحه مع ممارسه الرياضه.
3- المعرفه بالروحانيات فيكون دخول الروح الى الجسد أوخروج الروح من الجسد
اختياري.
إذا جاهدت نفسك للوصول الى هذه المرحله بـ (المعرفه = العرفان)
وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى فإن الموت بالنسبة لك سوف يصبح مرحلة انتقال من هذا
العالم (عالم الجسد) الى عالم الروح ؟! وبمعنى آخر رجوعك الى عالم الروح التي خلقت
منها ولها أولا ذي بدء و بفهمك (المعرفه = العرفان) بأن الجسد شيئ مؤقت ووسيله
للعمل فقط.
سوف ارجع الى مثال السيارة لاشرح كيفية الموت ؟!
انت (روح) السيارة(جسد) اذا توقف محرك السيارة عن العمل فانت
ستخرج من السيارة لان (المعرفه = العرفان) يدلك بأن هذه السيارة اصبحت بدون فائده
لك, وان كنت تدري بانه خروج مؤقت واقصد الى ان تتصلح السيارة او قد يكون العطل
كبيرا بحيث لا يستطيعون اصلاح السيارة فتضطر الى تركها نهائيا ؟! والى الأبد إن صح
التعبير ؟! أو بمعنى آخر نحن نقول: مات فلان ؟! الا أن الصحيح هو مات جسد فلان ؟!
وروحه مازالت باقيه (على قيد الحياة ان صح التعبير) في عالم الارواح (البرزخ).
فائده: يصاب جندي برصاصه او شظيه في المعركه ؟! الاصح ان
نقول: يصاب جسد (اكرر جسد) الجندي , والروح داخل هذا الجسد تعرف اذا كان ذلك الجسد
سوف يتحمل تاثير تلك الرصاصه ام سيموت الجسد ؟! فتقرر الروح ان تخرج منه فيما يسمى
بالموت.
سوف اتعمق في الموضوع قليلا ؟! لا ندري كيف يقبض عزرائيل
عليه السلام الارواح او بالاحرى كيف ينتزعها من الجسد ؟! ولكن لنفترض (مجرد افتراض
لاقرب الفكره) بان هنالك ارواح شريره وعنيده ترفض الخروج من الجسد ؟! هذه الارواح
يمكن اخراجها بسهوله بتدمير الجسد او شل احد وظائفه الحيويه كالقلب مثلا.
الروح تعاند وترفض الخروج من الجسد يحصل انفجار يتمزق
فيه الجسد الى اشلاء فلا مكان للروح للبقاء في هذه الدنيا ؟! يموت الجسد فتخرج
الروح مضطره.
كيف نصل الى مرحلة
خلع البدن ؟!
(خروج الروح
اختياريا من الجسد متى ما شئنا)
يجب ان تعلموا بان
دين الله الاسلام المحمدي الاصيل كامل مكمل وان لم تجدوه كذلك فهو لقصر في فهمكم وادراككم
له ؟! جاهدوا انفسكم وسترونه كذلك ان شاء الله.
تذكر بأن الله لا
يجبرك على المعصية , بل على العكس يريد لك الهدايه, ولكن عليك ان تسعى اليه بالذكر
(التسبيح والصلوات) والتقوى (ترك المعصيه).
عند زيارة الائمة
ع لا تطلب حوائج الدنيا (بيت,سيارة, فلوس, الخ) ولكن اطلب حوائج الاخره (اذقني
حلاوة الايمان....اجعلني اخلع بدني... الخ) ان حصلت عليها كفيت حوائج الدنيا.
اذا لقيت ترحاب
ومحبه من المؤمنين فاعلم بانك على الطريق الصحيح في العبادة وان الله يحبك على
عملك هذا ولذلك فقد القى في قلوب المؤمنين محبتك.
ليس الحج والزياره
بالفلوس ولكن بتوفيق من الله سبحانه وتعالى , فكم من فقير لبى دعوة الله في زيارة
بيته الحرام , وكم من غني مازال يرفض دعوة الله بحجج واهيه ومنها عدم توفر الوقت
والانشغال بالتجارة او غيرها.
ادخل قبرك حيا وحاسب
نفسك واعتبر , قبل ان تدخل قبرك ميتا فتندم.
انقل لكم هذه
القصه والتي قرأتها بعمر 12 سنه وكنت اطبقها في دولاب كبير لنا في البيت حيث كنت
ادخل الدولاب واغلق الباب على نفسي واتصور بانني قد مت وانا في القبر وافكر بما
يجب علي فعله في هذه الدنيا.
من أساليب التربية الروحية ؟!
اتخذ العلماء أسلوب التذكر بالموت وما بعده وسيلة لترويض أنفسهم وتعميق التقوى في قلوبهم ،
ومنهم المرحوم آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي
كان قد حفر لنفسه قبراً في ساحة منزله بكربلاء، وكفنه على سجادة صلاته دائماً..
فعندما كان يقوم بعد منتصف الليل ليؤدي صلاة الليل، يلبس الكفن أولاً، فينزل داخل القبر ويحدّث نفسه قائلا:
يا ميرزا مهدي، إعتبر نفسك الآن ميتاً ، وهذه حفرتك التي يدفنونك فيها شئت أم أبيت... قل لي:
منس يفيدك هنا غير عملك الصالح ؟! فلِمَ لا تستزيد منه ، ولماذا تغفل عن مصيرك هذا، ولِمَ لا تمهّد لرقدتك هذه..." يردّد هكذا ويكرّر ويبكي، ثم يتلو الآية الشريفة:
( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون) المؤمنون/99
ثم يوبّخ نفسه قائلاً: اسكت، إنك لا تستحق العودة إلى الحياة فقد ضيعت الفرص التي منحها الله إياك، ولكنه يعود ويلتمس ويتعهد أن يعمل صالحاً فيقول لنفسه قم واخرج ، لقد سمحنا لك هذه المرة بالعودة ؟!
وإياك أن تعود إلى حفرتك وأنت خالي اليدين من الباقيات الصالحات"
وهكذا يقوم خارجاً من القبر مؤتزراً كفنه، وهو يشكر الله على منحه فرصة الحياة، ونعمة العودة لاكتساب الحسنات.
(ليس بالضرورة ان تطبق هكذا ولكن وكما ورد في
الحديث: لحظه تفكر خير من عبادة سنه).
اطلعت على احوال امرأة ذكيه وفطرتها سليمه وشاطره
في مجال عملها الا انها يتيمه وغريبه ووحيده تجلس كل يوم صباحا الساعه السابعه
تقريبا وتفكر وتحسب وتخطط لكل شيئ في حياتها الا الموت ؟!
فهي تخاف ان تفكر فيه او تستعد له ...... ومنه
مثلا قربها وتمكنها من اداء العمره الى بيت الله الحرام ليفتح قلبها بل لتهذب
روحها ويزول خوفها.....الا انها تعاند....ولم تتمكن الى الآن من كسر هذا الحاجز...
ومازلت ادعوا لها.....
البقيه في مقالتي: فطرة الله والهالة الزرقاء
والتي كتبتها قبل سنيين ابحثوا عنها في الانترنيت.
06-06-2015م
مع تحيات المهندس سرمد عقراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق