يتبرع الامريكان في كل سنة ما يقارب على الـ 30 مليار دولار اغلبها تذهب الى المؤسسات الدينيه والباقي يذهب الى مؤسسات النفع المدني او ما تسمى المؤسسات الغير ربحيه اومؤسسات المجتمع المدني وتسمى ايضا بالمنظمات الانسانيه وكلها غير تابعه للحكومات الرسميه واغلبها غير تابع للمنظمات العالميه. وسأبدأ بالولايات المتحده الامريكيه كمثال ثم الى الشرق الاوسط و دول العالم الثالث لابين لكم كيفيه الغش في استخدام او بالاحرى سوء استخدام بل سرقة اموال التبرع هذه.
الولايات المتحده الامريكيه:
1- تسجيل المؤسسه عند الحكومة لاعطائها رقم ضريبه (وطبعا هي معفيه من الضرائب لاستعمال الرقم الضريبي في المتابعه).
2- تقوم مديريه الضرائب بمتابعه التبرعات للمتبرعين لان تبرعاتهم تكون معفيه من الضرائب في حدود مبالغ معينه.
3- ومن الشروط اصدار تقرير مالي سنوي يبين حجم التبرعات مع اماكن صرفها وبالوصولات من قبل مكتب محاسبه معتمد وغير منحاز.
الغش:
اغلب الغش في الولايات المتحدة الامريكيه يكون ان صح التعبير ولاقرب لكم الفكره في ما يسمى بالحكم الشرعي (سهم العاملين عليها) فمثلا المؤسسه الخيريه الامريكيه الفلانيه يكون لرئيس مجلس الاداره طائرة خاصه وقصر وعدة سيارات فارهه مع راتب خيالي ومزرعه وبيت صيفي ورحلات الى الخارج كثيره وبافخم الفنادق (وانا لا اتكلم عن اعضاء البرلمان العراقي) ولا يستطيع القانون الامريكي من معاقبتهم الا ان المتبرعين يستطيعون بقراءة التقرير السنوي من معرفة كل هذه الامور وعدم التبرع ثانيه لتلك المؤسسه. تقول جمعيه حمايه المستهلك الامريكيه قبل ان تتبرع اقرأ التقرير السنوي فإذا كانت نسبة (مصاريف تشغيل المؤسسه او ما يعرف بالاوفرهيد) اكثر من 10 بالمئة من نسبة مبالغ التبرعات لا تتبرع لهم واعتبر بان هذه المؤسسه مسرفه بل غطاء لحياة الترف لمؤسسيها.
العراق والشرق الاوسط والعالم الثالث:
مهما تكن القوانين فان الغش سيكون سيد الموقف والاسباب بسيطه:
1- عدم وجود متابعه على الاطلاق لا من الحكومه ولا من غيرها.
2- ثقافة المتبرع عن المؤسسه منعدمه تماما.
3- والمجتمع العشائري او العائلي يشجع على الفساد.
ولاضرب لكم مثلا لنفترض بان مؤسسه المجتمع المدني الفلانيه في العراق اهدت رئيسها بيت في الجادريه او اشترت سيارة همر لابن اخت رئيسها .... الخ ؟! فمن سيحاسبها؟! لا احد ؟! بل اصلا من سيعلم بالموضوع اذا لم يكن هنالك تقرير مالي سنوي؟! وان كان هنالك تقرير مالي سنوي فمن سيتابع الموضوع من الناحيه الضريبيه مثلا؟! ولاقرب الفكره لكم ففي امريكا مثلا اذا حصل نفس الشيئ فان الحكومة الامريكيه ستفرض على بيت الجادريه وسيارة الهمر ضريبه ؟! اما في العراق فلن يكون هذا؟! مع العلم بان الغش الامريكي في هذا الموضوع سيكون بابقاء بيت الجادريه وسياره الهمر بأسم مؤسسه النفع المدني مع استخدامهما من قبل رئيس المؤسسه وابن اخته للتحايل ليس فقط على القانون بل على المتبرعين.
22-03-2012م
مع تحيات المهندس سـرمد عـقراوي
SARMAD_AQRAWI@YAHOO.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق