الجمعة، 1 أبريل 2016

شيئ من التأريخ: مدينة الصدر ؟! مدينة صدام سابقا ؟! مدينة الثورة سابقا ؟!


شيئ من التأريخ: مدينة الصدر ؟! مدينة صدام سابقا ؟! مدينة الثورة سابقا ؟!

 

اصدر المرحوم عبدالكريم قاسم قانون الاصلاح الزراعي ؟! ومنه اخذ الاراضي ممن يسمون بالاقطاعيين لاعطائها للفلاحين ليزرعوها ؟! الاقطاعيين كانوا انواع:

نوع ورث الارض ابا عن جد بالشراء , ونوع وهبها الوالي العثماني لاعوانه على مر السنيين , ونوع وهبها الانكليز لاعوانهم عند احتلالهم للعراق.

اغلب الفلاحين كانوا ناس بسطاء لا يعرفون الا الزراعة ... ومنه فكانوا يحلمون بالغنى والثروة ... فباعوا الاراضي واتجهوا الى بغداد للعمل بالتجارة ... وهنا اقتبس مقطع من الفلم العراقي الظامئون حيث يقول أحد الفلاحين:

اروحن لبقداد وافتح مقازه واحطن رِجل على رِجل ؟!

اروح لبغداد وافتح محل واحط رجل على رجل (بعد ما اشتغل شغل الفلاحه المتعب) ؟!

ومنه فلقد باع اغلبهم ارضه واخذ الفلوس واتجه الى بغداد للتجارة ...

البعض دخل في مشاريع تجارية الا ان الخبرة في التجاره كانت تنقصه فخسر الفلوس ...

البعض اجتمع عليه اولاد الحرام فسرقوا فلوسه ....

البعض اجتمع عليه اولاد حرام من نوع شرب الخمر ومعاشرة العاهرات فخسر فلوسه عليهن ....

تعددت الاسباب والموت واحد ... في خسران الفلوس ...

وكما قلنا لان اغلبهم بسطاء ومن قرى وارياف فلا يعرفون كيفية التصرف بالفلوس ؟!

ورطه ... خسر الفلوس ... شيسوي ... فما يقدر يرجع ... خوف الفضيحه ... واذا رجع الى الولاية التي جاء منها فليس هنالك ارض ليزرعها ليعيش ... فما العمل ؟! ...

عشرات المئات من هؤلاء يجوبون شوارع بغداد يبحثون عن عمل ؟! أي عمل ؟! ولكن ولانهم بدون اي خبرة الا في مجال الزراعة فالاشغال المتوفر لهم في وقتها هي:

عمالة (بناء) , حمال (في الشورجه) , فراش (شركة او دائرة حكومية) , حارس (شركة او دائرة حكومية) ...

زين خلي نقول اصبح لديهم شغل ؟! وين يسكنون ؟! اغلبهم كان ينام في الشارع او في صرائف انتشرت في مناطق بغداد المختلفة وعلى اطرافها ...

شعرت حكومة المرحوم عبدالكريم قاسم بالمشكلة ومنه خوف الفضيحة في فشل قانون الاصلاح الزراعي ... فقررت الحكومة وكلفت السيدة نزيهة الدليمي والتي كانت آنذاك وزيرة الاسكان ...

ان تبني لهم بيوت بمساحات صغيرة لا تتجاوز الـ 144 متر مربع (8 في 18) متر , وكانت هنالك بيوت قليله بمساحة 110 متر مربع وبيوت بمساحة 200 متر مربع فيما كانت اغلب البيوتات العراقيه الحديثه لا تقل مساحتها عن 900 متر مربع ...

قامت حكومة المرحوم عبدالكريم قاسم بجهد استثناني لنقل اصحاب الصرائف الى مدينة الثورة في حملة كبيرة سخرت لها كافة اجهزة الدولة العراقية ومنه فالبعص من اصحاب الصرائف رفض ان يترك الصريفة والانتقال الى مدينة الثورة ... والبعض استلم قطعة الارض وباعها ...

قامت حكومة البعث الصدامي بنقل الكثير من ابناء مدينة الثورة الى كركوك لضرب عصفورين بحجر ... وذلك لتغيير التركيبة السكانية لبغداد ولتغيير التركيبة السكانية لكركوك ... حيث كانت تمنح كل من ينتقل الى كركوك وظيفة وقطعة ارض ومبلغ 10,000 الالاف دينار عراقي اصلي (حوالي 33 الف دولار) ...

يحد مدينة الثورة من الشرق السدة ومن الغرب قناة الجيش ومن الجنوب سكة القطار وعلى ضفافها مقبرة اليهود وجنوب سكة القطار مستشفى المجانيين (الشماعية) ومن الشمال منطقة كسره وعطش والثعالبه ...

تضم مدينة الثورة 79 قطاع يضم كل قطاع حوالي الـ 800 بيت وقد يصل الى 1000 بيت في القطاع الواحد ...

وبعد عام 2003 بني القطاع (صفر) فاصبح عدد القطاعات 80 قطاع ....

اغلب سكان المدينه بنسبة 95 بالمئة من العرب واغلبهم من محافظات ميسان (العمارة) وواسط (الكوت) وذي قار(الناصرية) فيما تضم نسبة 5 بالمئة من الكورد واغلبهم كورد من خانقين ....

عدد السكان حسب احصائية 2014م هي 3,500,000 ثلاث ملايين وخمسمائة الف نسمه ....

 

ومنذ ذلك اليوم والى اليوم ... ارتبط اسم الفاقة والعوز والحاجة والبطالة والفقر ومنه الجهل بمدينة الثورة ...

 
ولم تقدم اية حكومة عراقيه حل جذري لمشكلة مدينة الثورة ولسكان مدينة الثورة ...

 
 

15-05-2005م

مع تحيات المهندس سرمد عقراوي

 

ليست هناك تعليقات: