خواطر: أَنْا مُهَجَرْ مِنْ مَوطِني الجَنَة ؟!
أضحك وشَر البلية ما يضحك ... عندما اشاهد التلفزيون وفيه يظهر الناس في
حزن وكآبه وتذمر بانهم مهجرين من الموصل أو الرمادي او الفلوجه او قرى ومدن سوريا
أو غيرها من الاماكن التي هجر منها الناس على هذه الأرض ؟! هههههههههههه
الى كْل هؤلاء اقول الله يساعدكم ويجبر بخاطركم وأنا أتفهم ما تمرون به من
معانات ؟! فلقد مررت بهذه التجربه وما زلت فيها فأنا مهجر مثلكم ؟! فلقد فتحت
عيوني على هذه الدنيا وعلى هذه الأرض الغريبة علي قبل 55 سنة وادركت بعمر 6 سنوات بأنني
مهجر من موطني الجَنَة ؟! ومنذ ذلك اليوم والى اليوم فالشيطان (الديكتاتور الذي
يحكم هذه الأرض) يستعمل ضدي كافة انواع واساليب وفنون القتال والتعذيب والتنكيل
والاضطهاد ؟! ومنها الفقر والجوع والمرض والغدر والخيانه والجفاء من الاهل والاحبه
وغيرهم والبعد عن اطفالي وحتى التهجير الداخلي من ضمن حدود هذه الأرض الغريبة علي
وغيرها من الاساليب الخبيثة كالكذب والرياء والتكبر والغيبة والنميمه والحسد وغيرها
الكثير؟!
كل هذه الافعال الخسيسة يكيدها لي الشيطان الرجيم , لكي يمنعني من العودة
الى موطني الجَنَة ؟!.
أما أنا ...
فإنني صامد وأحارب وأقاتل الشيطان (الديكتاتور الذي يحكم هذه الارض) بكل ما
اوتيت من عزم وحزم وقوة وبكافة الاسلحة المتوفرة لدي من خفيفة الى متوسطة والى
ثقيلة بل إنني في بعض الأحيان حتى أستعمل ضد هذا الديكتاتور الشيطان الرجيم الذي
يحكم هذه الارض , بعض من الاسلحة البايولوجيه والكيمياويه والنوويه ومنها على سبيل
المثال لا الحصر:
الصلاة والتسبيح والدعاء والصوم والزكاة والصدقة والحج والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وبر الوالدين وفعل الخير بكافة انواعه ومنه تقوى الله ؟!
كل هذه المعارك الاستتراتيجيه والتكتيكيه , الصغيرة والكبيرة والتي اخوضها واتحمل
غمارها يوميا بل في كل لحظة وفي كل دقيقة وفي كل ساعة من كل يوم بل من كل شهر ومن
كل سنه من السنيين الـ 55 الماضية من عمري
؟! لكي انتصرعلى الشيطان الرجيم (الديكتاتور الذي يحكم هذه الأرض) لأن ثمرة
الانتصار على هذا الشيطان الرجيم (الديكتاتور الذي يحكم هذه الأرض) هي:
أن أرجع أنا الى موطني الجَنَة ؟!
والحقيقة التي يجب أن أعترف لكم بها هي:
بأنني من مواليد هذه الأرض الغريبة ؟! ولَستُ مَنْ مَوَاليد مَوطِني
الجَنَة ؟!
ولذلك فإنني لم ارى موطني الجَنَة في حياتي ؟! الا انهم قالوا لي في وصفها:
مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً.
مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ.
فِي جَنَّةٍ
عَالِيَةٍ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ
مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ.
مَّثَلُ الْجَنَّةِ
الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ
لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ
وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ.
وأختم
عجبي على أغلب الناس
( سنة, شيعة , ايزديه , مسيح , شبك , موصليين , انباريين , فلوجيين , عراقيين ,
سوريين , الخ) ؟! مهجرين من الجنة , والتي فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ
سمِعتْ ولا خَطرَ على قلبِ بشرٍ ؟! ويحزنون على فقدان بيت أو قطعة أرض
أو سيارة أو قطعة أثاث أو مبردة أو ثلاجة ...الخ ... هههههه
والمضحك المبكي بأن
البعض من هؤلاء أقاموا الدنيا واقعدوها على سرقة ثلاجة من بيت من البيوت التي
هجروا منها في تكريت.
ولله في خلقه شؤون
...
20-04-2016م
مع تحيات المهندس
سرمد عقراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق