الثلاثاء، 15 يناير 2019

نصيحة أم لـ إبنتها ليلة الزفاف ؟!

نصيحة أم لـ إبنتها ليلة الزفاف ؟!

لما هُيئت ام اياس بنت عوف الى زوجها ملك كندة قالت لها امامة :
أي بنية :

إن الوصية لو تركت لفضل ادب تركت لذلك منك ولنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو ان امرأة استغنت عن الزوج لغنى ابويها وشدة حاجتهما اليها كنت اغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
أي بنية :

انك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت الى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا ، فكوني له امة يكن لك عبدا وشيكا.
الوصايا العشر:

أي بنية : احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا

1-    الصحبة بالقناعة

2-     المعاشرة بحسن السمع والطاعة

3-     التعهد لموقع عينيه فلا تقع عينه منك على قبيح

4-    التفقد لموضع انفه فلا يشم منك الاأطيب ريح والكحل احسن الحسن والماء اطيب الطيب المفقود

5-     التعهد لوقت طعامه فان حرارة الجوع ملهبة والهدوء عند منامه فان تنغيص النوم مغضبة

6-    الاحتفاظ ببيته وماله والارعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والارعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير

7-     لا تفشي له سرا فإنك إن افشيت سره لم تامني غدره

8-     لا تعصي له امرا فإنك ان عصيت امره اوغرت صدره

9-     ثم اتقي ذلك الفرح ان كان ترحا ، والاكتئاب عنده ان كان فرحا فان الخصله الاولى من التقصير والثانية من التكدير

10- كوني اشد ما تكونين له مرافقة يكن اطول ما تكونين له موافقة واعلمي انك ما تصلين الى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما احببت وكرهت والله يخير لك

‍‍‍‍‍‍‍ وصية أم معاصرة لـ إبنتها قبل زفافها ؟!

يابنيتي :
أنت مقبلة على حياة جديد......حياة لا مكان فيها لامك او ابيك او لاحد من اخوتك فيها ..ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد ان يشاركه فيك احد حتى لوكان من لحمك ودمك .. كوني له زوجة يا ابنتي وكوني له اما ، اجعليه يشعر انك كل شئ في حياته وكل شئ في دنياه.. اذكري دائما ان الرجل أي رجل - طفل كبير _ اقل كلمة حلوة تسعده لاتجعليه يشعر انه بزواجه منك قد حرمك من اهلك واسرتك ان هذا الشعور قد ينتابه هو فهو ايضا قد ترك بيت والديه وترك اسرته من اجلك ولكن الفرق بينك وبينه هو الفرق بين الرجل والمراة ..المرأة تحن دائما الى اسرتها الى بيتها الذي ولدت فيه ونشات وكبرت وتعلمت.. ولكن لابد لها ان تعوّد نفسها على هذه الحياة الجديدة لابد لها ان تكيف حياتها مع الرجل الذي اصبح لها زوجا وراعيا وابا لاطفالها..هذه هي دنياك الجديدة .يا ابنتي هذاهو حاضرك ومستقبلك هذه هي اسرتك التي شاركتما - انت وزوجك - في صنعها اما ابواك فهما ماض. . انني لا اطلب منك ان تنسي اباك وامك واخوتك لانهم لن ينسوك ابدا يا حبيبتي وكيف تنسى الام فلذة كبدها ولكنني اطلب منك ..ان تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي بحياتك معه.

  نصائح أم لـ إبنتها ليلة الزواج ؟!

اليوم يا بنيتي تدخلين دنياً جديدةً عليك ، دنياً سمعت كثيراً عنها من صديقاتك و قريباتك و لمستها في أخواتك ، و لكن كل هذا لا يعني أنك عرفت دنياً الزواج و الحياة الزوجية إلا كمعرفة من وقف على شاطئ اليم دون أن يخوض فيه ، و شتان بين من يسبح في البحر و من يسبح على البر .

اليوم تتركين العش الذي درجتِ فيه ، و الأهل الذين عشتِ بينهم و كبرتِ ، و بدأتِ تنقشين في خيالكِ أحلاماً و أمانٍ و رؤىً لعالمٍ جديد ، تخيلت فيه كل صغيرة و كبيرة ، و حلمتِ أحلاماً وردية عن البيت و الزوج و الأطفال ، و قد يكون بيتكِ هذا تجسيداً لتلك الأماني و الأحلام التي ملأت خاطرك ، أو قد يكون البون شاسعاً بين ما كنتِ تحلمين به و بين الحقيقة .

فالخيال دائماً يا بنيتي مجنحٌ بألف جناح ، و الحقيقة تسير على الأرض ، فأرجو ألا تصدمكِ الحقيقة إذا رأيتِ اختلافاً كبيراً بين عاداتكِ و عادات زوجكِ و طباع كل منكما في المأكل و المشرب و الملبس و النوم و طريقة التفكير و النظرة للأمور ، و قد يكون هذا مخالفاً لما عهدته في بيت أهلك ، فلا تقفي مكتوفة اليدين تندبين حظكِ ، بل حاولي أن تقربي المسافة بينكما فالطريق الطويل يبدأ بخطوة واحدة .

و كل عادة يمكنكِ أن تجاريه فيها إذا كانت مقبولة ، فلا مانع أن تصبح عادتكِ ، و لا تنخدعي بالمثل القائل : ( زوجكِ على ما عوّدتِه ) ، فالرجل ليس كما سمعتِ صلصالاً يمكن تشكيله حسبَ ما تريدين ، و لا طيناً تصيرينه وعاءاً خزفياً تفرغين فيه عاداتكِ و أخلاقكِ و طباعكِ ، فكل فرد في العالم له خصائص و ميزات و رغبات و حاجات و نزعات تختلف عن غيره مهما بدا الشبه قريباً في الظاهر ، فالناس أشباهٌ و شتى في الشيم ، فقد يتشابهون ظاهراً و يختلفون خلقاً و باطناً ، حتى إنكِ تختلفين عني يا بنيتي في أشياء كثيرة ، فما بالك في زوجين مختلفين تماماً و من بيئتين مختلفتين في الثقافة و نمط التفكير و النمط الأسري و درجات التعليم و الحياة الاجتماعية !!

إن الزوجة الذكية هي التي تجعل شعارَها " شعرة معاوية " بينها و بين زوجها دائما فلا تنصهر شخصيتها و تذوب أمامه ، بل تأخذ أحسن ما عنده ، و تجعله يتشرب أحسن ما عندها ، دون إكراه أو إلزام أو تعنت مكروه ، بل بطريقة مباشرة و دون أن يشعر . و اعلمي يا بنيتي أن الرجل الشرقي حساس جداً و عنتريّ ، لا يأخذ من زوجته شيئاً من طباعها و عاداتها إذا لمس منها ضغطاً أو إكراهاً .

و ليكن أمام عينيك حديث رسول الله (ص) : " لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجدَ لزوجها " . امنحيه السكن و السكون و الطمأنينة و الأمن النفسي و الدفء الأسري ، و لا تظني أن الزواج ملابس و حلياً و منتزهات و سهرات و كلمات معسولة فقط ، بل تأكدي و تيقني أن هذا لن يستمر طويلاً ، لأن لكل جديد فرحة ، و هذا الانبهار لن يدوم ، فالمسؤولية ثقيلة و الزوج بحاجة لرعايةٍ خاصةٍ و اهتمامٍ فريدٍ يشعره أنه لا يمكنه أن يستغني عنكِ أبداً .

لا تتركي الجوع يعضه كسلاً و إهمالاً ، كما لا تثقي كثيراً بأن " الطريق إلى قلب الرجل معدته " ، و كوني وسطاً بين ذلك ، فالطريق إلى قلب الزوج الألفة و المودة و الرحمة .

فالمطاعم قادرة على ملء معدته ، لكنها عاجزة عن ملء الفراغ النفسي الذي يجده إلى جانبك ، احرصي على مشاركته فرحته و ألمه ، و لا تقع عيناه منك إلا على أجمل منظر ، و لا يشم منك إلا أطيب ريح ، ابحثي عما يحبه فافعليه ، و مما يكرهه تجنبيه ، و اعلمي يا بنيتي أنه ليس عيباً أو طعناً في الأنوثة أو جرحاً في الكرامة أن تحني رأسكِ عند هبوب العاصفة ، و تكوني أصمَّ سميعاً أو أعمى بصيراً ، فالسنديانة القاسية يقتلعها الإعصار من جذورها و يرميها بعيداً فلا تقوم لها قائمة ، و تنهض السنابل الرقيقة التي تميل مع الهواء و تحني رأسها مع الهواء ، لترفعه دائماً .

إن لكل شيء ثمناً ، و ثمن الحفاظ على بيتك الحفاظُ على أعصابك أن تفلت منك وقت هبوب الاختلاف ، فالنار لا تطفئها نارٌ مثلها ، بل ماءٌ يكون برداً و سلاماً ، فالكلام أثناء الخصام حتى و لو كان ليناً يكون كرجمِ الحجارة . و إياكِ أن تكثري من العتاب ، بل اجعليه كالملح ، إن يكن معتدلاً يطيب الطعام ، و إن يكثر فعلى الطعام السلام . اجعلي أسرار بيتكِ و خلافاتكِ الشخصية لا تتجاوز جدران منزلكِ فإذا نقلت كل صغيرة و كبيرة في خصامكِ إلى أهلكِ فلن يغفروا له بعد أن يعود الوفاق إليكما إلا إذا كانت أموراً أساسية يجب معالجتها في بدايتها حتى لا تستفحل ، عندها قد لا ينفع معها إلا اجتثاث الأصل .

عندما أزفك إلى زوجك أعلم أني أقتطع جزءاً من قلبي و لكنها سنة الحياة ، و لا تظني أني تخلصت منك بزواجكِ ، أو عجزت عن القيام بمسئوليتكِ ، فلو كانت الفتيات يغنيهن الأهل عن الزواج لاستغنت عنه بنت أفضل الخلق – الزهراء فاطمة رضي الله عنها – أو بنات الملوك و القادة و العظماء و الوجهاء و الأغنياء ، و لكنه حاجة نفسية لا تباع و لا تشترى و لا تستأجر إلا بالزواج !!!

فداري هذه النعمة حتى لا تندمي على فقدها ، لأن الاحتفاظ بالزوج أصعب كثيرا من الحصول عليه في عصر كثرت فيه المغريات ، و صار المستحيل ممكناً و التخمين يقيناً ، و لم يعد في حساب بعض الأزواج اعتبار للأسرة أو العائلة أو المكانة الاجتماعية أو كلام الناس أو خوف الله ، و أصبح الضمير غائباً ، و ارتفعت أسهم الأنانية ، فهبطت أسهم الإيثار و الصدق و الصبر و التروي الذي حل محله السرعة و النزق و الطيش و ضيق الأفق و محدودية الرؤية . قلبي معكِ و دعواتي لكِ بأن تحبي زوجكِ و أهله كحب أسرتكِ ، و خاصة حماتكِ أم زوجكِ ، فأحبيها لأنها أعطتكِ قطعة منها ، و احترميها كما تريدين أن يحترم زوجُكِ أمَكِ ، و تذكري قول الشاعر : أحسِنْ إلى الناس تستعبدْ قلوبهمُ *** فطالما استعبدَ الإحسانُ إنسانَا و إياكِ و الغيرة منها أو من أخواته ، فكما تدين تدان . و إياكِ و طاعته في معصية ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . أتمنى لكِ زواجاً سعيداً و مديداً مع زوجكِ ، و أن يكون رفيق دربكِ الطويل ، بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير.

ليست هناك تعليقات: