يقال بان زمرة من ازلام البعث في العراق ذهبت لالمانيا الشرقيه للتدرب على اساليب المخابرات, وعلى عهدة الراوي فان المخابرات الالمانيه الشرقيه (ستازي) كانت قد اشارت عليهم بان الجوع هو احد اكبر الاسلحه التي تستعمل لترويض الشعوب للخضوع للسلطه الدكتاتوريه وكان من ضمن الامثله التي ذكرت هي: جوع كلبك يتبعك؟!.
طبعا لم يشعر العراقييون الا انه وفورا وبعد رجوع هذه الزمرة من البعثيين المجرمين بدأت سياسه البعث في العراق باختلاق ازمات نقص المواد الغذائيه من بيض و دجاج ومعجون طماطه وغيرها من المواد الغذائيه؟! هل تصدقون وانا اكتب هذه السطور تذكرت بان ايام نقص وفقدان المواد الغذائيه في السبعينات كانت اشبه بايام الحصار في التسعينات؟! يا سبحان الله ؟! كان النظام الصدامي البعثي قد وضع العراقيين تحت الحصار ومنذ السبعينات؟! الا اننا العراقيين وكسائر البشر ننسى ؟! لان ذاكره الشعوب ضعيفه؟! وسبحان الذي لا ينسى؟!. ومن الجدير بالذكر بان النظام الصدامي في السبعينات يوم كان يتحجج بنقص البيض مثلا ؟! قام ببيع مزارع الدواجن لتجار العراق ولقد ذكر لي احد الاصدقاء المهندسين والذي كان يعمل عند احد عوائل العراق الثريه بانه وعند شرائهم لاحدى هذه المزارع كانت مبالغ بيع البيض في مخازنها قد فاقت سعر شراء المزرعه بكاملها عدة اضعاف ؟! مما يثبت بان سياسه التجويع كانت مفتعله؟!. المهم.
سياسه التجويع هذه ادت الى ثورة الجياع في المغرب العربي ؟! حيث قام احد التونسيين محمد البوعزيزي من حمله شهادة الدكتوراه وكان يبيع الخضار بسبب عدم توفر فرصة عمل له بحرق نفسه عندما قام احد افراد الشرطه التونسيه ويقال بانها امرأة شرطيه (من الشرطه وليست من الشرطيه الجازمه في قواعد اللغة العربيه) بصفعه على وجهه (ضربته راشدي بالعراقي) ومحاولة ازالة البسطه (من بسط البضاعه على الرصيف وليس بسطه عراقيه بمعنى الضرب المبرح ) التي كان قد نصبها في الشارع ليبيع الخضار كي يعيش؟!. لقد طفح الكيل في سياسة التجويع هذه بحيث اصبحت نتائجها عكسية بالضبط ؟! بل ان السحر ليس فقط قد انقلب على الساحر بل خلعه وقد يقتله بعد محاكمة عادله.
لقد كان اكبر مثال على سياسة التجويع للشعوب العربيه هي مصر؟! فلقد كان نظام حسني اللامبارك يحتكر اموال المساعدات الدوليه لمصر بتوزيعها على طبقة الباشوات لاحتكارها ؟! ليس هذا فقط بل انه كان يمنع بعض التيارات الاسلاميه من الاعتناء بفقراء مصر؟! من الاموال التي بحوزتهم والتي هي مبالغ لا يستهان بها ؟! وظهرت بوادر حجمها بعد سقوط حسني اللامبارك ؟! يعني بالعربي الفصيح: لا ارحمك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك.
ذكر لي احد الاخوة وعلى عهدة الراوي بان بعض التجار العراقيين طلبوا مقابلة المقبور عدي لمناقشه الحصار الذي فرضته الاصابع الخفيه على الشعب العراقي (وليس على نظام هدام حيث كان انبوب النفط العراقي للاردن مستثنى ؟! نعم مستثنى من قرارات الامم المتحده ضد العراق وايراداته تودع في حسابات القصر الجمهوري العراقي في الاردن) وفي المقابله قال التجار العراقييون للمقبور عدي: لا حصار ولا بطيخ ؟! اسمح لنا وسنغرق السوق العراقيه بالبضائع من سوريا وايران بل وحتى من تركيا ولن يشعر الشعب العراقي بوجود حصار اصلا؟! فما كان من المقبور عدي الا ان قام الى تلفزيون مجاور له ووضع شريط فيديو الانتفاضه ثم قال لهم: وهو يشير الى ثوار الانتفاضة في الجنوب؟! هل يستاهل هؤلاء العيش وهم يثورون ضدنا؟!. مثال آخر لا بد منه ؟! قام احد الاثرياء في مدينة سنيه (اقول سنيه لانها لو كانت مدينه شيعيه لقالوا: المعارضه الشيعيه توزع الاكل احتجاجا على النظام) بتوزيع الاكل على الفقراء؟! فما كان من اجهزة الامن والمخابرات الا ان قامت باعتقاله واشبعته ضربا؟! حيث قالوا له: لا توزع الاكل على الجياع ؟! بل اعطيها لنا لنوزعها عليهم ؟! وكما تعلمون بانهم لم ؟! ولن ؟! يوزعوها على الفقراء بل سيحتفظوا بها لانفسهم؟!.
في مقابلة تلفزيونيه ذكر عبدالسلام جلود المنشق عن نظام القذافي, بان القذافي كان يعتقد بانه قد جوع الشعب الليبي في ما فيه الكفايه ليضمن عدم الثورة عليه ؟! الا انه كان مخطئ كما تبين لنا اليوم ؟! لان ثورة الجياع التهمته .
أمر ملك السعوديه وخوفا من ثورة الجياع بتوظيف كل السعوديين العاطلين عن العمل كما امر بضخ 100 مليار ريال لمشاريع تهتم بالمواطن؟! فيما اعلنت دولة الامارات العربية المتحدة خطة لبناء بيت لكل مواطن في الدوله؟! وقد قامت الكويت بحملة مضحكه وهي اعطاء كل مواطن وجبة غداء (وجبة الظهر) ولمدة سنة.
وبالرجوع الى المثل الذي وصى به جهاز المخابرات الالماني الشرقي (ستازي) للبعثيين: جوع كلبك يتبعك؟! فإن هذا الكلب قد وصل به الجوع لدرجه انه هجم على صاحبه الذي جوعه وعضه عضات قويه قد تصل الى حد الافتراس؟!. مع الاعتذار للشعوب العربية عن هذا التعبير؟! لان الامثلة تضرب ولا تقاس.
اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت
3 - 9 -2011م
sarmad_aqrawi@yahoo.com
مقالاتي تعبرعن رأي الشخصي والديمقراطية في نظري هي ليست إنتخابات فحسب ؟! بل هي تبادل حر للأفكار والآراء لمنفعة الناس مع إحترام العرف العام وبدون الخوف من التجريح والتهديد والوعيد. انا لست صحفي ولا أريد بأن أنافس سيبويه في النحو ؟! ولا أريد بأن توضع مقالاتي في متحف اللغة العربية للبلاغه ؟! القصد هو ايصال الفكرة للقارئ الكريم بأبسط وسيله ممكنه. واختم بالقول: خير الكلام ما قل ودل ولا تنسوا مقولة الامام علي(ع) لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق