انا اعتقد بانه من حسن حظي بان لدي اقرباء سنة وشيعة ؟! والسبب بسيط ؟! وهو مقدرتي على التمييز والمقارنه بين الاثنيين وفي كل الاوقات. ومنه فان معنى الالتزام الديني بين البشر يختلف؟! الا انني سانقل لكم بعض المفارقات لنستطيع الجواب على سؤال عنوان المقاله؟!.
ينقسم السنة في العراق وحسب رأي الى مجموعتيين جغرافيتين:
الاولى: اهل الموصل والثانيه اهل تكريت والانبار.
كان غالبيه سنه الموصل ممن يميل الى تيار الاخوان؟! وان لم يكن منتمي فعلا وحزبيا اليه, بينما لم نسمع او نرى بانتماء اهل تكريت ولا الانبار الى التيارات الدينيه بل كانوا قومجيه الى العظم ؟! الا بعد السقوط سنه 2003م حيث رأينا بان ولاء اغلبهم قد تحول الى الوهابيه؟! ولعمري فان هذا الولاء والميل لم يأتي بسبب العقيده والتفقه في الدين؟! ولكن من باب مراره خسارة الحكم ومن باب عدو عدوي صديقي. والدليل واضح وبسيط وهو: فيما نكل التكارته بمتديني السنه في الموصل وان لم يكن بنفس البشاعه التي حصلت للشيعة بل ان التنكيل كان بطريفه آخرى وهي اختزال الموصل اكبر مدينه سنيه في العراق واستبدالها بتكريت والانبار.اي بمعنى آخر استبدال الموصل ذو التوجه السني بتكريت والانبار ذوي التوجه القومجي. وبعد كل هذا الاختزال للسنه في الموصل على مدى حكم ابن العوجه فاننا نرى بانه وفور سقوط النظام هرب ابنا وحفيد الجرذي الى الموصل للاختباء فيها؟! بل ان الجرذي نفسه وعندما قبض عليه اطلق اللحيه واصبح يصطنع التدين والتقوى والتي لم نراها منه سنيا على مدى سنيين حكمه العجاف؟! ومنه ايضا فان طرد تنظيم القاعدة ولو ظاهريا من الانبار الى ديالى ومن ثم الى الموصل يؤكد ما اقول؟! حيث صرح قائد صحوات ديالى بان 3500 عائلة من القاعدة ومنهم النساء المنقبات والشيوخ والاطفال ومعظمهم من غير العراقيين توجهت الى الموصل قبل سنيين وعندما حمي الوطيس عليهم في ديالى. الغرض من هذا السرد هو بان غالبيه (واركز على كلمة غالبيه) من يمثل السنة اليوم هم اناس لا دين لهم ولا ورع بل ان اصولهم علمانيه بل قومجيه. ومنه ما ابسط الحكم ان لم تكن ملتزما اسلاميا (سنيا كنت ام شيعي) بل ان الحكم بمبدأ العلمانيه القومجيه بسيط جدا؟! ومن باب كصوا رؤوسهم والغاية تبرر الوسيلة على الدوام. ومنه ايضا فانني الاحظ بان اغلب اقربائي السنة عندما يهمون بالاقدام على عمل ما , فإن رأي الشرع في الحلال والحرام هو آخر ما يخطر على بالهم؟! الا في الامور الكلاسيكيه من الدين كشرب الخمر واكل الخنزير بل انه ليس لديهم حتى تقصي في مسألة اللحوم من الحلال والحرام , الا انني الاحظ بان اغلب اقربائي الشيعه لا يقومون بعمل ما الا بعد السؤال والاستفسار عن رأي الشرع في الموضوع؟! وهذا هو والله مربط الفرس.
حكم رئيس وزراء بل اي وزير شيعي ملتزم دينيا (واركز على كلمة ملتزم دينيا) في دوله ديمقراطيه وليس دينيه صعب ومعقد بل بطيئ ان صح التعبير؟! ليش؟! لان على رئيس الوزراء او الوزير السؤال عن الحكم الشرعي في كل مسألة يجب عليه اتخاذ القرار فيها ؟! ولاضرب لكم مثال لاقرب الفكره: لا استطيع ان اكون انا وان كنت مهندس مدني كفوء (هذا ما تقوله تقارير التقييم السنويه في دائرتي على مدى 25 سنه ) بان اقبل منصب كوزير للاسكان او للاشغال او للبلديات بحكم التزامي الديني (ان شاء الله) الا اذا سمحوا لي بان يكون مجتهد بجانبي اسأله رأي الحكم الشرعي في كل صغيرة وكبيره يجب علي اتخاذ قرار بشأنها ؟! والا فسأرفض المنصب ؟! اللهم الا اذا افتى لي مرجع التقليد بانه يجوز لي التصرف وحسب ما اراه بعيني مناسبا في كل الامور, وهذا امر ممكن ؟! او اذا كنت (وانا لست) مجتهدا ومهندس مدني في نفس الوقت؟! وهنا يظهر بعد نظر وعظمة وعبقرية الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في ادخال طلاب الجامعات في الحوزه ليكونوا الاثنين معا يعني هم مهندس وهم مجتهد ليتمكنوا من ادارة الوزارات بل الحكم في الامور وبدون هذا التلكؤ والبطئ في اتخاذ القرارات.
هذا الاشكال الشرعي غير موجود في الدولة الدينيه الشيعيه والمسمات بولاية الفقيه؟! لان الفقيه المجتهد على رأس هرم السلطة والكل يأخذ الحكم الشرعي منه بل ان اكثريه اعضاء البرلمان هم من المجتهدين ايضا, وهم من يشرع القوانيين وما على الوزير او رئيس الوزراء الا التنفيذ, والفتوى العامه بجواز الحكم في كل اركان الدولة الاسلاميه.
هنالك حل آخر (اذكره هنا فقط لتكون المقاله شامله لاغلب الحلول) وهو بان يكون رئيس الوزراء والوزراء علمانييون ولكن يمثلون الاغلبيه الشيعيه (ولا اقصد شخص مثل علاوي لانه قبل على نفسه بان يكون حصان طرواده لاعداء العراق) ولكن اقصد اناس شيعه محبين لاهل البيت (ع) ووطنييون ومخلصون ولكن ليس بالضروره ملتزمون دينيا في كل الامور.
مخلص الموضوع: اغلب الشيعة اناس ذو تقوى وورع ولا يقدمون على عمل الا بالسؤال عن الحكم الشرعي وهذا برأي يعطل اتخاذهم للقرارات في موقع المسؤوليه مما يؤدي بالبعض باتهامهم بانهم غير قادرين على ادارة دولة مدنيه ديمقراطيه بسبب جهل هؤلاء البعض بتقوى وورع محبي واتباع مذهب أهل البيت(ع).
اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت
19 - 9 -2011م
sarmad_aqrawi@yahoo.com
مقالاتي تعبرعن رأي الشخصي والديمقراطية في نظري هي ليست إنتخابات فحسب ؟! بل هي تبادل حر للأفكار والآراء لمنفعة الناس مع إحترام العرف العام وبدون الخوف من التجريح والتهديد والوعيد. انا لست صحفي ولا أريد بأن أنافس سيبويه في النحو ؟! ولا أريد بأن توضع مقالاتي في متحف اللغة العربية للبلاغه ؟! القصد هو ايصال الفكرة للقارئ الكريم بأبسط وسيله ممكنه. واختم بالقول: خير الكلام ما قل ودل ولا تنسوا مقولة الامام علي(ع) لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق