خواطر: جمهورية افلاطون ؟! ما ينطبق
على العراق اليوم ؟!
كتاب جمهورية افلاطون ؟! أو الحكومة ؟! أو المدينة الفاضلة ؟!
كتبه افلاطون عن لسان استاذه سقراط ؟!
ما احوج الناس اليوم وخصوصا في الشرق الاوسط لقراءة هذا الكتاب
؟! حيث يشرح كيفية الوصول الى دولة عادلة حسب تفسيره للعداله ومنه فقد تسمى
بالمدينة الفاضله ؟! السبب الاساسي لطلبي قراءة هذا الكتاب هو ما يدور في الشرق
الاوسط اليوم من ثورات الربيع العربي ؟! حيث هنالك جدل واسع يدور حول ما قد تاتي
به هذه الثورات من اشخاص للحكم ؟! ومنه تولي اشخاص غير مؤهلين للحكم ؟! وهذا ما هو
واضح في العراق حيث ان الطبقة الحاكمة ساعدت على انتشار اللاأبالية والذي ادى الى تحول الدولة الى دولة بطيخ يتفشى
فيها الفساد الاداري والمالي بل ادى الى ضعف عام لمؤسسات الدولة والذي أدى بدوره
الى احتلال 3 ارباع اراضي الدولة من قبل عصابات داعش والتي لا يتجاوز عدد افرادها بضع
الالاف مع وجود جيش وشرطة ومؤسسات أمنية بعشرات الالاف صرف عليها وعلى تدريبها
ومعداتها المليارات من الدولارات ؟! ومنه فغياب الأمان والعدل والعدالة الاجتماعية
في توزيع الثروة (بسبب سرقتها من قبل اغلب الطبقة الحاكمة) بل تجسد في ابشع صور
الخيانة في قيام السفير العراقي في المانيا ببيع دار السفارة العراقية ؟! الى شركة
المانيه ؟! هو الذي ادى الى فقدان الانتماء للدوله العراقية ومنه الهجرة من العراق
؟! من قبل مجموعات كبيرة من العراقيين.
قرأت الكتاب من كنت بعمر 12 سنة ودرسته الى عمر 15 سنة وقد
حاولت جهد امكاني ان اربي نفسي على هذه المبادئ مع تطعيمها بجهاد النفس من منطلق اسلامي
؟! وكان خروجي من العراق في نهاية السبعينات الى بريطانيا أولا ومن ثم الى
الولايات المتحدة الامريكية عامل مساعد لي ؟! لسببين:
الأول: أصبحت لوحدي ومعتمدا على نفسي وبالخصوص في تربية النفس
؟!
الثاني: تعلمت ما يذكره افلاطون من الخروج الى الناس ومخاطتهم
(كان الناس تأتي الي لاساعدهم) ومنه فلقد شاهدت كل الحيل والدهاء الذي عند بعض
الناس (من كل الدول العربية والاسلامية واغلب دول العالم) , حيث هكذا اصبح كتاب
الحياة مفتوحا أمامي .... وهي نعمة احمد الله واشكره عليها .... ومنه فلقد
وجدت درب المعرفة موحش لقلة سالكية .... وانا متأكد بوجود اناس مثلي ؟! ولكن إذا
كانوا قلة فكيف ساجدهم ؟! واين ساجدهم ؟! وما هي احتمالية ان يكونوا في نفس
المدينة التي انا فيها لنتواصل معا فكريا وفلسفيا ؟! إلا أنني متفائل مع تطور وسائط
التواصل الاجتماعي الاليكترونية اليوم ؟! فهكذا فلسفات تحتاج الى نقاشات طويلة
ومستفيضه مع تفرغ عملي للتأمل والاستنتاج ؟! كلها سعيا وراء الاجر والثواب في خدمة
المجتمع ؟! حيث ورد في الحديث خير الناس أنفعهم للناس ؟! والله كريم.
اطالب الحكومة العراقية بتدريس هذا الكتاب في مرحلة المتوسطة
والثانوية ....
20-02-2016م
مع تحيات المهندس سرمد عقراوي
*************************************************************
ملخص الكتاب
(منقول مع بعض الاسهاب والتوضيح من قبل المهندس سرمد عقراوي)
جمهورية افلاطون لمعرفة جذور الفلسفة الغربية في الحكم , هذا
الكتاب كتبه أفلاطون على لسان أستاذه سقراط , حوالي 400 قبل الميلاد , وهو عبقري
بلا شك , حيث تناول مناقشة قضايا تخص الدول والمجتمعات الشرقية والغربية منذ فجر التاريخ
الإنساني , وحتى يومنا هذا.
يناقش أفلاطون في بداية الكتاب فكرة
العدالة , وكيف نبني دولة عادلة أو أفراد يحبون العدالة ؟!.
حيث يقدم سقراط في المحاورات في
الكتاب تعريف للشخص العادل وهو: الحكيم والصالح , وتعريف الشخص المتعدي هو: الشرير
والجاهل.
وهو يظن بأن الانسان في طبعه يميل
الى العداء والتعدي أكثر من ميله الى
العدل والعدالة , ويجب على الدولة أن تعلم الافراد على حب العدل والعدالة (منذ
الصغر).
كما ويشبه أجزاء الدولة بأجزاء الإنسان .... حيث تنقسم (أجزاء) الدولة الى :
طبقة الحكام
طبقة الجيش
طبقة الصناع (الصناعيين ومن ضمنهم
التجار) والعمال
وتنقسم (أجزاء) الإنسان الى :
الرأس وفيه العقل وفضيلته هي الحكمة.
القلب وفيه العاطفة وفضيلته هي
الشجاعة.
البطن وفيه الشهوات وفضيلته هي الاعتدال.
(هنالك حديث يقول: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا
اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ومنه فتعريف الدولة العادلة هي الدولة
التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص بطبيعته :
الحاكم يحكم , الجندي يحمي , العامل
يشتغل
وهكذا تكون فكرة العدالة في النفس البشرية :
العقل يضبط الشهوات , العواطف تساعد
العقل في عمله , كالغضب
ضد الاعمال المنحطة والخجل من الكذب.
والعدالة الاجتماعية هي
جزء من هذه العدالة الداخلية / عدالة
النفس (جهاد النفس في الاسلام وهو الجهاد الأكبر).
ثم يتساءل : هل نطلب القوة أم
نطلب الحق ؟!
وهل خير لنا ان نكون صالحين أو أن
نكون أقوياء ؟!
أما أنا فأراها أسئلة خطيرة ما زالت تشغل بال الناس الذين يفكرون ويتساءلون
عما يحدث في العالم اليوم ,
ومنه فأي منطق هو السائد , هل هو منطق الحق ام منطق القوة ؟!.
ويقول سقراط في المحاورات ان الطمع وحب المزيد من الترف هي العوامل التي تدفع
بعض الناس للتعدي على الجيران وأخذ ممتلكاتهم , أو التزاحم على الأرض وثرواتها , وكل
ذلك أدى وسيؤدي الى الحروب ؟!
ويقول ان التجارة تنمو وتزدهر في الدولة , وتؤدي الى تقسيم
الناس ما بين فقراء وأغنياء ,
ولكن عندما تزيد ثروة التجار تظهر
منهم طبقة يحاول أفرادها الوصول الى المراتب الاجتماعية السامية (يقصد رئيس جمهورية , رئيس
وزراء , رئيس برلمان , وزير , الخ) عن طريق المال (الرشوة) , فتنقلب احوال الدولة ,
ويحكمها التجار وأصحاب
المال والبنوك , فتهبط السياسة , وتنحط الحكومات وتندثر.
ثم يأتي زمن الديمقراطية , فيفوز الفقراء على خصومهم ويذبحون بعضهم وينفون
البعض الاخر ويمنحون الناس أقساطا متساوية من الحرية والسلطان..
لكن الديمقراطية قد تتصدع وتندثر من
كثرة (الافراط في) ديمقراطيتها , لإن
مبدأها الاساسي تساوي كل الناس في حق المنصب وتعيين الخطة السياسية العامة للدولة..
وهذا النظام يستهوي العقول , لكن
الواقع هو: أن الناس ليسوا أكفاء بالمعرفة والتهذيب (بنفس الثقافة والاخلاق) ليتساووا في
اختيار الحكام (بالانتخابات) وتعيين الافضل , وهذا هو منشأ الخطر..(ويقصد على الديمقراطية).
حيث ينشأ من الديمقراطية الاستبداد , فإذا
جاء زعيم يطري الشعب داعيا نفسه حامي حمى الوطن (الديكتاتور صدام (القائد الضرورة) , ولاه
الشعب السلطة العليا , فيستبد بها (يصبح ديكتاتور لا يريد التنازل عن السلطة بل
يورثها لابناءه وهذا هو حال اغلب حكام العرب) ...
ثم يتعجب سقراط من
هذا ويقول :
إذا كنا في المسائل الصغيرة كصنع الاحذية مثلا لا نعهد بها الا
الى اسكافي ماهر (قصده
إذا اردت ان تفصل حذاء (اكيد في زمان افلاطون لم تكن هنالك ماركات ؟! ههههه) الا
تبحث عن احسن اسكافي في صنع الاحذية ليصنعه لك ولن يهمك إذا كان هذا الاسكافي لغته
جيدة او جميل الشكل (وسيم)) , أو حين نمرض الا نذهب الا الى طبيب بارع , ولن نبحث
عن اجمل واحد ولا أفصح واحد , فإذا كانت الدولة تعاني من علة (13 سنة من الفشل
وعلى كافة الاصعدة وفي مختلف المجالات في العراق) ألا ينبغي ان نبحث عن أصلح الناس
للحكم ؟!.
ثم يقول ان الدولة تشبه ابناءها (الإناء
بما فيه ينضح) , فلا نطمع برقي الدولة الا برقي ابنائها (الكتاب يدل على كاتبه).
مصدر تصرفات الانسان ثلاثة:
1- الشهوة : وهؤلاء يحبون طلب المال والظهور والنزاع , وهم رجال الصناعة والتجارة والمال.
2- العاطفة: وهؤلاء يحبون الشجاعة والنصر وساحات الحرب والقتال, وهم من رجال الجيش.
3- العقل : وهؤلاء أقلية صغيرة تهتم بالتأمل والفهم , بعيدون عن الدنيا واطماعها ,
هؤلاء هم الرجال المؤهلين للحكم , والذين لم تفسدهم الدنيا (قال تعالى: ثلة من الأولين
وقليل من الآخرين).
ويقول أن افضل دولة هي التي يكون فيها
العقل يكبح جماح الشهوات والعواطف ؟! وهذا يعني:
رجال الصناعة والمال (رجال الأعمال) ينتجون
ولا يحكمون , ورجال الحرب (العسكريين) يحمون الدولة ولا يتسلمون مقاليد الحكم ,
ورجال الحكمة والمعرفة والعلم , يطعمون ويلبسون ويحمون من قبل الدولة , ليحكموا...
لأن الناس إذا لم يهديهم العلم (يثقفهم
من الثقافة) كانوا جمهورا من الرعاع (همج رعاع) من غير نظام , كالشهوات اذا
اطلق العنان لها ؟!
الناس في حاجة الى هدى الفلسفة والحكمة...
وإن الدمار يحل بالدولة حين يحاول
التاجر الذي نشأت نفسه على حب الثروة أن يصبح حاكما , أو حين يستعمل القائد
جيشه لغرض ديكتاتورية
حربية (عسكرية).
ثم يقترح سقراط طريقة صناعة هؤلاء
القادة الحكماء (مهم جدا ومن الصغر ؟! فالتعلم في الصغر كالنقش على الحجر) , وان
تربيهم الدولة منذ الصغر على الفضيلة
والعلم , وان يجتازوا امتحانات كثيرة حتى يبلغوا سن الخامسة والثلاثين , فيخرجوا لمخالطة الناس (المرجعية
التي لا تتحمل آلالام الأمة) في المجتمع ومن كل الطبقات, ويرون
(ليشاهدوا) كل الحيل والدهاء الذي عند بعض الناس , حيث هكذا سوف يصبح كتاب الحياة
مفتوحا أمامهم ....
(بمعنى آخر سوف يتعلمون من مشاهدة الحيل والدهاء لبعض الناس
فلا يستطيع احد ان يلعبهم ان صح التعبير) ....
ثم من غير( خداع ولا انتخابات ) يعين
هؤلاء الناس حكاما للدولة , ويصرف هؤلاء نظرهم عن كل شيء آخر سوى شؤون الحكم , فيكون منهم
مشرعين (اعضاء برلمان) وقضاة (جمع قاضي) وتنفيذيين (رئيس جمهورية , رئيس وزراء , وزراء , مدراء عامين ,
مستشارين , الخ من درجات الحكومة العليا) , وخوفا من وقوعهم في تيار حب المال
(الطمع) والسلطان (التمسك بالكرسي) , فإن على الدولة أن توفر لهم
المسكن والملبس والحماية , وممنوع ان
يكون في بيوتهم ذهب او فضة (يقصد بدون حسابات بنكية ولا املاك في تعريف اليوم).
وطبعا ستكون اعمارهم لا تقل عن خمسين سنة , وهي سن النضوج والحكمة كما يقول
سقراط على لسان تلميذه افلاطون.
وإذا كنا في ظروف لم نحصل على مثل هؤلاء , فعلى الاقل نفحص ماضي هذا المرشح
للحكم ؟!
كم عنده من مبادئ ؟!
كم عنده من نزاهة ؟!
كيف أمضى حياته قبل استلام الحكم ؟!
(كل هذه تنطبق على العراق اليوم ؟! فإذا دققنا في حال الطبقة
الحاكمة في العراق فسيكون اغلبهم فاشلين ؟!)
ومنه فهو يقول: هذه هي أبسط
طريقة (يقصد لمعرفة تأريخ من هم في
طبقة الحكم)
وفي النهاية يقول ان العدالة اذن هي
ليست القوة المجردة , وهي ليست حق القوي , انما هي تعاون كل اجزاء المجتمع تعاونا متوازنا فيه (ليعم)
الخير للكل (على الجميع).
انتهى ملخص الكتاب
**************************************************
20-02-2016م
مع تحيات المهندس سرمد عقراوي