الجمعة، 19 فبراير 2016

خواطر: ارهابيون ؟! أم مقاتلون من اجل الحرية ؟!


خواطر: ارهابيون ؟! أم مقاتلون من اجل الحرية ؟!

أول من استعمل تعبير الارهابيين والتنظيمات الارهابية في العصر الحديث هو اسرائيل ؟! حيث كانوا يطلقون على الفدائيين الفلسطينيين تسمية (ارهابييون( ؟! ومنه فلقد كانت الدول العربية والاسلامية تطلق على نفس الفدائيين تسمية (مقاتلون من أجل الحرية( أو بالأخرى التحرير.

بدأت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية ومنه ومنذ ذلك الوقت تم خلط الاوراق واصبحت هذه المسميات تأخذ منحدرا سياسيا واضحا ؟! فإذا ما ارادت روسيا (أو العكس امريكا) السيطرة على دولة تدور في الفلك الامريكي قامت بتحريك وتنظيم ودعم عناصر من ذلك البلد في مجموعة للثورة المسلحة على حكومة ذلك البلد للاطاحة بها وجعلها تدور في الفلك السوفيتي ؟! وفيما يسمي الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه هذه المجموعة بـ  (مقاتلون من أجل الحرية( فإن امريكا وحلفاؤها ستسمي هذه المجموعة بـ (ارهابييون(.

انتجت الحرب الباردة الكثير من الديكتاتوريين وللطرفين ؟! وبقت المسميات على ما هي:

(ارهابييون( أو (مقاتلون من أجل الحرية) والتسمية تعتمد على أي طرف من الصراع يكون الافراد والمنظمات والدول ؟! وظهر افراد وتنظيمات ودول على الحياد من هذا الصراع (الحرب الباردة) ينظرون الى الموضوع من باب الهيمنة والاستعمار الجديد.

لا يوجد تعريف محدد لمن هو (ارهابي( أو (مقاتل من أجل الحرية( إلا في الصراعات المذهبية والعرقية والتي تكون فيها أقلية مضطهدة من قبل أغلبية تحكمها بالتهميش وعدم المبالات لحقوقها وبالنار والحديد (تجويع , تهجير , اعتقال , قتل , الخ) ؟! وكما يحصل في تركيا , أو العكس وكما كان يحصل في العراق واليوم في سوريا  ؟! فالأقلية تحكم الأغلبية بالتهميش وعدم المبالات لحقوقها وبالنار والحديد (تجويع , تهجير , اعتقال , قتل , الخ) ؟! ومنه فيصبح لزاما على من هو مضطهد في هذه الحالة الدفاع عن نفسه وعن مذهبه او عرقه تجاه ما يسمى بمصطلح آخر (ارهاب الدولة( وهذا يعني بأن الدولة هي من يمارس الارهاب ضد فئة معينة من شعبها ؟! ويعتبر كل من يحارب ارهاب الدولة هذا بـ (مقاتل من أجل الحرية)؟! ومنه فلقد ظهر علنا بأن ما دار في الحرب الباردة من خلط للاوراق كان متعمدا من قبل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤهما ؟! أما اليوم فلقد ظهرت الحقيقة وهي بأن تعريف (الارهابي) هو:

كل من يقتل لا على التعيين المدنيين الابرياء  ؟!  ومنه ولايضاح الفكرة

كل من يفجر سيارة مفخخة في وسط سوق شعبي فهو (ارهابي) كائن من يكون ؟! ولكن الذي يفجر نفس السيارة المفخخة على آلية عسكرية تحمل جنود مع محاولة قدر الامكان تجنب وقوع ذلك بوجود مدنيين فهو (مقاتل من أجل الحرية) ؟! هذا إذا كان حقا مضطهدا في بلده ؟! وليس مدعوما من قبل اطراف واجندة خارجية ؟!  وكما كان في السابق من ايام الحرب الباردة.

ليس دفاعا عن احد ولكن لاقرب لكم الفكرة أكثر ؟!

كان الجيش الجمهوري الايرلندي السري ..... يضع المفخخات على سكك القطارات في بريطانيا .... الا انه لم يكن يفجرها .... بل يتصل بالشرطة ... ويخبرهم بمكانها .... وهذا قمة في الالتزام بمبادئ النضال وعدم ايذاء المدنيين .... وطبعا كان يفجر تلك المفخخات على دوريات الشرطة والجيش البريطاني في انكلترا وفي ايرلندا الشمالية وكان ايضا يقوم بمحاولات اغتيال لاعضاء الحكومة البريطانيه ومن ضمنهم العائلة المالكة ؟! بمعنى آخر كل العمليات العسكرية تكون موجهة ضد الحكومة واجهزتها الامنية والعسكرية وليس ضد الشعب ؟! وهذا هو تعريف (مقاتلون من أجل الحرية).

هذا لم يمنع الحكومة البريطانية من اطلاق تسمية (ارهابييون) على عناصر الجيش الجمهوري الايرلندي السري بل استعملت بريطانيا نفوذها في العالم وحثت الدول الحليفة لها بل وحتى المحافل الدولية ؟! لاطلاق نفس التسمية على هذا الجيش ؟! الموضوع شائك جدا وفيه الكثير من الغموض والضبابية ؟!  الا ان منظمات حقوق الانسان والمثقفين في العالم يعرفون جيدا الفرق بين الارهابي و المقاتل من أجل الحرية ؟! وإن كان من الصعب معرفة ذلك من قبل الاشخاص العاديين في دول العالم إلا إذا كانوا من دول قريبة من الصراع.

الخلاصة

كل شخص ينتمي الى مجموعة مضطهدة (في بلده) مهم جدا بل يجب ان يكون مواطن ذلك البلد (لان القادم من غير بلد يعتبر مرتزق) يقاتل حكومة بلده (جيش , شرطة , مؤسسات أمنيه) وبدون القيام بأي عمل يقتل فيه المدنييون الابرياء عن طريق التفجيرات العشوائية أو غيرها فهو يعتبر ويسمى مقاتل من أجل الحرية.

وأختم

هنالك جدل كبير ما بين جمعيات حقوق الانسان وحكومات بعض الدول ؟! الا ان العرف العام يقول: بأن المرتزقه ليسوا مشمولين باتفاقية جنيف لمعاملة الاسرى ومنه فقد يغضب الكثير من جمعيات حقوق الانسان الا انه وكما جرى العرف سابقا باعدامهم ميدانيا فور وقوعهم في الأسر ؟!

 ولله في خلقه شؤون ......

كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟! وكما انا انتفع واستفيد من قراءة تجارب الاخرين؟! ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فيأكلون , واختم بالقول: خير الكلام ما قل ودل , ولا تنسوا مقولة الامام علي (ع): لا تنظر لمن قال (منو) , ولكن انظر لما قال (شنو).

18-02-2016م

مع تحيات المهندس سرمد عقراوي

ليست هناك تعليقات: