الجمعة، 23 نوفمبر 2012

خواطر: استعراض تأريخي لمنصب سفير؟!


بداية فكرة السفير كانت رسول ؟! وأول من ارسل الرسل هو الله سبحانه وتعالى ومن ثم تحول منصب او وظيفة السفير من مهمة واحدة في ارسال او استلام رسائل الى منصب دائم ؟! واقامة في بلد الاستضافة او عند اقوام بصورة متبادله. ومنه فان مراحل تطور مهمة السفير هي كالتالي:

الاولى البدايه: السفير كرسول وهو وسيلة اتصال ما بين اثنين ؟! وقد يكون ذلك اقوام او تجمعات او احزاب او دول؟!.

الثانية: السفير كرهينة كضمان لاتفاقيه ما بين طرفين ؟! وعادة ما كان شخص مهم من اقارب السلطه؟! ومثال على ذلك الملك الفلاني يعقد اتفاقيه صلح او وقف لحرب او معاهدة مع الامبراطور الفلاني ومنه فلضمان الوفاء بالمعاهدة من قبل الطرفين؟! يرسل الملك الفلاني ابنه او اخوه او عمه او شخص عزيز عليه ليقيم في بلاط الامبراطور الفلاني كضمانه للوفاء بالعهود والمواثيق؟! طبعا الامبراطور الفلاني ايضا يرسل شخص عزيز عليه الى بلاط الملك ليقيم هناك مدة المعاهدة؟! وكلما كانت قرابه السفير من الملك او الامبراطور المبتعث كلما زاد الضمان وحسن النيه ؟! والطريف في الامر ان قتل هذا السفير الرهينه سجلته كتب التاريخ وكانت من ضمن أهم اسباب الحروب.

الثالثه: السفير كزوج او زوجة لضمان او ترسيخ اتفاقية ما بين الطرفين؟! الملك الفلاني للمملكه الفلانيه يزوج ابنه اوابنته للامبراطور الفستاني او لابن او بنت الامبراطور او غيرهم من الاقارب وعادة ما تكون هذه الزيجات ان صح التعبير ما نسميه بالعراقي(كصه بكصه) لضمان استمرار السلام او اتفاقيه او غيرها من الامور.

الرابعه والاخيره: رجع السفير الى مهمته الاولى وهي وسيلة اتصال ما بين اثنين؟! وهذا يعني باننا اكملنا دوره كامله منذ البدايه.

بما ان السفير اصبح اليوم اداة اتصال ؟! سلكي او لا سلكي بين الطرفين؟! ومع تطور الاتصالات من اقمار صناعيه الى تلفونات خلويه الى رسائل اليكترونيه وغيرها عبر الانترنيت؟! والى خطوط تلفون ساخنة ما بين الدول؟! اصبحت مهمة السفير تشريفيه فقط لا غير؟! ولذلك فاننا نرى بان اغلب (اكرر اغلب) سفراء الولايات المتحدة الامريكيه هم اصدقاء للرئيس الامريكي او مدراء لحملته الانتخابيه او متبرعين لها ؟! وتعيينهم تشريفي فقط ؟! فيما يكون لهم مستشارين تكنوقراط في الدبلوماسيه ؟! ومنه فان منصب السفير اصبح ليس ذات اهميه تذكر وسينقرض عمليا ؟! الا من باب كونه منصب تشريفي فقط لا غير.

ان سفارات وقنصليات الدول الكبرى اصبحت اوكار هيمنه وتسلط واستعمار وتجسس على الدول الصغيرة والفقيرة ؟! ومن باب منح مساعدات انسانيه ؟! ولاضرب لكم مثال شاهدته بأم عيني؟! القنصلية الامريكيه في تورنتو كندا تحتوي على 600 موظف امريكي ؟! وهي على بعد 90 ميل فقط من حدود الولايات المتحدة الامريكيه؟! فما هي الحاجه لهذا الكم الهائل من الدبلوماسيين في دولة كندا والتي تعتبر في كل شيئ امتداد للولايات المتحدة الامريكيه؟! بل ان الدبلوماسيين الكنديين احتجوا عدة مرات عند وزارة الخارجيه الامريكيه بان السلطات الامريكيه لا تعاملهم كدبلوماسيين؟! بل مواطنيين امريكان؟! طبعا هذا حلو ومر في نفس الوقت.
وما هو الغرض من فتح اكثر من قنصليه فرنسيه في عموم العراق مع العلم بان لا وجود يذكر للجاليه الفرنسيه بل للفرنسيين من اصل عراقي؟! حيث كانت فرنسا الدوله (الديمقراطيه؟!) الوحيدة التي تمنع المظاهرات ضد النظام البعثي؟! ولم تمنح اللجوء السياسي للعراقيين الا من ازلام النظام ومنهم الضابط الجبوري الذي وضع القنبله في طائرة عدنان خيرالله طلفاح وايضا سميرة الشاه بندر عشيقة هدام؟! ومنه تسليم فرنسا لاخوة اثنين لنا في حزب الدعوة كانوا مقيمين في فرنسا الى النظام الصدامي واتذكر بانني والاخوة طلعنا مظاهرة ضد السفارة الفرنسيه في واشنطن وقمنا باحتجاجات في دوله مختلفه ادت الى ارجاع النظام الصدامي للاخوه الاثنين الى فرنسا وعدم اعدامهم؟!.  بل ان السفير الفرنسي في العراق لديه مترجم لا يتقن العربيه شاهدته على احدى القنوات الفضائيه العراقيه عند قيامه بجوله لتفقد المراكز الانتخابيه؟! مع وجود ملايين من المواطنيين الفرنسيين من اصول المغرب العربي والذين يتقنون العربيه والفرنسيه بطلاقه؟! سؤال ليس محير ؟! اذا عرفتم سبب تواجد هذا الكم الهائل من القنصليات الفرنسيه في العراق وغيرها من الدول؟!. يعني انا اتفهم ان كان هنالك عدة قنصليات سويديه في العراق بسبب الكم الهائل من السويديين من اصل عراقي؟! والذين ولدوا من اباء وامهات عراقيه منحتهم السويد حق اللجوء السياسي؟! او بالاحرى الانساني؟! ولكن فرنسي؟! لا اعتقد ؟!.

وأختم ولاننا في ايام محرم الحرام بالسلام على سفير الأمام الحسين (ع ) ابوعبدالله مسلم بن عقيل بن ابي طالب ولا تنسوا زيارته والذي قتل ظلما وعدوانا من قبل بني أميه اللعناء؟! وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

عظم الله اجورنا واجوركم  وانا لله وانا اليه راجعون.

كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟! وكما انا انتفع واستفيد من قراءة تجارب الاخرين؟! ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فيأكلون ؟!.

19-11-2012م              
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
sarmad_aqrawi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: