الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

خواطر: ديترويت 1981م ؟! بغداد 2013م؟!

ديترويت 1981م:
جئت ابحث عن العراقيين في ديترويت بعد مجيئ من بريطانيا سنة 1981م ؟! سالت ثم سألت ولحيت في السؤال الى ان وصلت اليهم ؟! وهم موزعون في منطقتين:
الاولى ساوثفيلد (وانا كنت اسميها (الساحة الجنوبيه = ترجمة حرفية) لتضليل الامن والمخابرات الذين كانوا يتنصتون على مكالماتنا الى الاهل والاصدقاء في العراق) وهي ضاحيه من ضواحي ديترويت الكبرى وليست تابعه لها اداريا ؟! اغلبهم من اليساريين الذين هاجروا الى امريكا في الستينات ومنحتهم امريكا اللجوء السياسي على الرغم من كون اغلبهم يسارييون والقانون الامريكي صريح اذ يمنع دخول النازيين واليساريين والعاهرات؟!. امورهم في هذه المنطقه ماشيه ولكن على العكازات على الرغم من نجاح البعض القليل منهم في التجاره و نجاح النزر القليل من اصحاب الشهادات في الطب والمحاماة. كان على شارعها الرئيسي يقع مكتب الخطوط الجويه العراقيه والذي كان هدف مباشر لنا حيث قمنا مع اخوتي في حزب الد..... وجماعة المجلـ..... وان كنت مستقلا (اكرر مستقل وافتخر لانني انسان حر لا استطيع التقيد بحزب او فكرة) بصبغ شعار (يسقط صدام , الموت لصدام)  على واجهته الزجاجيه في احد الليالي وكانت هذه اول عمليه فضح للنظام الصدامي اشارك بها خارج العراق بعد تخطيط مسبق ومضبوط من مراقبه دوريات الشرطه لمنطقه ساوثفيلد والتي يسكنها الامريكان من غير السود والتي تتمتع بخدمات ممتازه من الامن والشرطه وازاله النفايا وغيرها. وقد قمنا بارسال مجموعه ثانيه في صباح اليوم التالي لتصوير حضور الشرطه وقلق البعثيين الصداميين وافراد المخابرات العاملين في مكتب الخطوط الجويه العراقيه (البعثيه الصداميه) وارسلنا الفيديو الى صحف ومطبوعات المعارضه العراقيه في سوريا وايران آنذاك.  طبعا الخطة الاوليه كانت هي حرق المكتب عن بكرة ابيه ؟! الا اننا بعد نقاشات طويله توصلنا الى قناعة بان المكتب هو ملك للشعب العراقي وليس لهدام العراق وكتابه شعارات ضد هدام هو الحل الانسب على الزجاج والذي يمكن ان يزال ولا يسبب اضرار بعد ان حصلنا على هدفنا في التغطيه الاعلاميه التي نريدها في فضح النظام الصدامي ؟!.

والمنطقة الثانيه (وعلى كولتنا بالعراقي= عينك لا تشوف ضيم (بالضبط بل ان لم تكن اسوء من مدينة الثورة على ايام هدام)) منطقه  شارع الميل السابع (سفن مايل رود) وكنت اسميها (سفن ئب= المشروب الغازي وايضا لتضليل الامن والمخابرات) وهي المنطقه المحصورة بين الطريق السريع 75 وشارع ودورد. منطقه سود تنتشر فيها المخدرات والعاهرات والعصابات من السود والمكسيكان والذين هم في صراع دائم مع بعضهم البعض وشاطرين في قتل الكلدان من العراقيين المقيمين في هذه المنطقه بحجه ان هؤلاء الكلدان يفسدون ويخدرون الشباب الاسود لبيعهم الخمور في مناطق السود؟!. تنتشر الكنائس والمطاعم ومحلات البقاله والمخابز العراقيه على جانبي الشارع. جئت لاشتري الليفه العراقيه وصابون الركي والبقلاوة ؟!اما الاكلات فانا اتفرج عليها فقط لانها لا تصنع باللحم الحلال؟!  ما ادهشني هو كثرة النساء العراقيات اللابسين اسود ؟! سألت فقالوا لي هم اقارب من مات في الحرب العراقيه الايرانيه والتي كانت مشتعله آنذاك. الشوارع وسخة بل قذره والزباله في كل مكان وخربانه ومكسرة وفيها الكثير من العكر والطسات تذكرني بما يروج عن بغداد اليوم وكل شارع من بدايته الى النهايه بيوت للعراقيين فقط ؟! يشترون شارع شارع من السود ويجعلونه مقفل لهم فقط لحماية انفسهم من الجريمه؟! وكانت الكنيسه تساعدهم في شراء هذه الدور الخشبيه التعبانه والتي تذكرني بالصرايف في العراق بمبلغ 5000 دولار امريكي لتسكن فيها عائلة جاءت حديثا من العراق ولتعمل كل العائلة ومن ضمنهم الاطفال اكثر من 16 ساعة في اليوم فقط لكسب قوت يومهم؟! حالة مأساويه لن تصدقوا انها كانت بل بعضها ما يزال اليوم في امريكا. اما في الليل فتكون اضويه شارع العراقيين كلها مضاءة للحمايه من الجريمه فيما يتناوب ابناء الشارع الجلوس في سيارة اربعه اربعه طول الليل لحمايه الشارع من الحراميه السود؟! حاملين معهم البسبول بات (مضرب البيسبول) لان اغلبهم لا يحبون حمل السلاح او ليسوا مدربين عليه؟! يجلسون في السيارة والتي يشتغل محركها طوال الليل لان درجه الحرارة قد تصل الى -15 مئوي (طبعا تحت الصفر) ؟!  اما الشرطه فكانت اصلا لا تاتي الى هذه المنطقه لحمايه السكان لسببين الاول خوفهم من القتل من قبل العصابات والثاني هو بان اغلب افراد الشرطه هم من السود والذين يعتبرون الكلدان العراقيين اجانب جاءوا ليبيعوا الخمور الى الشباب الاسود لافساده وتخديره ليبقى في حضيض المجتمع الامريكي.

 ارسل لي مديري الامريكي الابيض والذي يكره السود بسبب اعمالهم الاجراميه نسخة من مقالة في الجريدة الرئيسية لمدينه ديترويت تقول:
( بان شوارع  ديترويت اخطر من ( شوارع بغداد في سنة 2005 او 2006 ) على ما اذكر).

بغداد 2013م:

بعض العراقيين المقيمين في الدوله الغربيه الفلانيه يقومون بشراء كل البيوت في الشارع الفلاني من المنطقه الفلانيه ويستخدمون نفس الاسلوب في حماية الشارع من القناصة والقفاصة والعلاسه والحراميه والارهابيين بتسيير دوريات ليليه يتناوبون عليها كل يوم مع فارق حملهم للكلاشنيكوف والاربي جي ومن باب ولد المنطقه يحمون المنطقه وايضا لكونهم قادمون من دوله غربيه فلديهم رواتب وان لم تكن ضخمة يتعاوننون على شراء مولدة للشارع كله فتنحل مشكله الكهرباء. وشارع شارع وبيت بيت (و زنكه زنكه) تصبح المنطقه كلها تابعه لهم ومن ضمنها المدارس والحسينيات والمستوصفات فلا يدخلها لا قناص ولا قفاص ولا علاس ولا حرامي ولا ارهابي ؟! وتصبح المنطقه مقفله( على كولة البعصيين) ولكن ليس بالبعثيين ولكن بالعراقيين الاخيار الذين هجروا بدون ذنب وذاقوا مرارة الغربه والتهجير وعادوا الى بلدهم ان شاء الله سالمين غانمين.

.
20-07-2012م              
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
sarmad_aqrawi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: