الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

جهاد النفس: كيف تنتصر على الشيطان؟! في فعل الخير؟!

قال الله سبحانه وتعالى:

( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ) الاسراء 53
( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء ) المائدة 91

هدف الشيطان في هذه الدنيا ومن باب التحدي لله سبحانه وتعالى في اغواء الناس في معصيه الله سبحانه وتعالى بالعراقي يقول الشيطان لرب العالمين: شوف كل عبادك (يتمنى الشيطان ان يكون كل(اكرر كل) عباد الله) عاصين لاوامرك فليش بس تحاسبني انا فقط  وتدخلني النار؟! ومن باب آخر ليش انا بس ادخل النار ليش ما اخلي اكبر عدد ان لم نقل كل عباد الله يدخلون النار معي؟! وهو تحدي فاضح لرب العالمين؟!.

نجي للموضوع هدف الشيطان هو بالاضافة الى جعل الانسان يرتكب المعاصي فهو ايضا يمنعك عن عمل الخير والمعروف لخوفه من مسح هذه الذنوب ومصداقا لقوله تعالى: (ان الحسنات يذهبن السيئات) هود 114 بالعراقي يعني الشيطان يوسوسلك لترتكب المعاصي وتسجل عليك الذنوب الا ان الشيطان خائف من قوله تعالى (ان الحسنات يذهبن السيئات) هود 114 لتكفر عن ذنوبك والتي فاز بها الشيطان فيمنعك عن عمل المعروف والخير لكي لا يمحو الله سبحانه وتعالى ذنوبك بفعلك للخير.
في بحث لـ اية الله الخميني يقول في تفسيره للاربعون حديثا:
قلب الانسان مثل الورقة البيضاء (الايمان المطلق بالفطره) فعند ارتكاب الذنوب توضع نقطه سوداء على هذه الورقه بحجم وكبر الذنب فان  استغفر الانسان ربه او فعل فعل الخير فان البعض من هذه النقاط السوداء تمسح وتزال بحجم وكبر فعل الخير؟! اما اذا لم يستغفر العبد ربه او لم يفعل فعل الخير فان هذه النقاط السوداء والتي تمثل الذنوب ستملأ الورقة البيضاء وتحولها الى سوداء كلها (الكفر المطلق بارتكاب الذنوب) فينطبق على الانسان قوله تعالى:

( خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ)  البقرة 7

وما يزال العبد في كر وفر بين ارتكاب الذنوب والنقاط السوداء والاستغفار وفعل الخير لكي يمحوها في محاولة لتصبح صفحته بيضاء طول حياته ؟! فاذا مات فتوضع هذه النقاط في الميزان فاما يدخل الجنة او النار؟! اما اذا استطاع العبد من جهاد النفس وابقاء ورقته بيضاء ناصعه كاملة فانها ستصبح مرآة للنور الالهي ومنه سيصبح العبد آية لله ونور لله في ارضه ومصداقا لما جاء في الحديث:
عبدي اطعني تكن مثلي او مثلي تقل للشيئ كن فيكون.

نجي لحديث الامام جعفر الصادق(ع) حيث روي انه قال:

لعن الله قاطع سبيل المعروف  قيل : و ما قاطع سبيل المعروف ؟ قال : الرجل يصنع له المعروف فيكفره (ينكره) فيمنع صاحبه من ان يصنع ذلك (المعروف= عمل الخير) إلى غيره  و لا ينبغى ذلك للصاحب.
الوسائل باب 8 حديث 1 من أبواب فعل المعروف.

وساضرب لكم مثالين حول الموضوع في هذا الحديث :

المثال الاول:
لفعل الخير تقوم باقراض احدهم فلوس وما يرجعها لك فتمتنع عن اقراض الناس فلوس فتحرم نفسك من الاجر الذي قد يمحي البعض من ذنوبك.
الحل: تتكاتبون وتاخذ رهن منه (او اي عمل يضمن ارجاع الفلوس) لكي لا يوسوس الشيطان له بعدم ارجاع ما كان لك عليه من فلوس.

المثال الثاني:
جاءت اعداد كبيرة من المهاجرين العراقيين الى امريكا الشباب المؤمن فاعلي الخير قاموا باعطائهم ارقام تلفوناتهم لمساعدتهم في الترجمه والخدمات والمعاملات الرسميه الا ان البعض (اكرر البعض) من هؤلاء المهاجرين بدؤا يتصلون بهم في ساعات متاخره من الليل وياتون الى منازلهم لقرع الجرس الساعه 3 صباحا وغيرها من الافعال التي ادت الى مشاكل بين المؤمنيين وزوجاتهم وادت الى الطلاق في بعض الحالات ؟! بل حتى ان البعض من المهجرين كان يجيئ الى اماكن عمل فاعلي الخير في امريكا وهو عرف مرفوض ؟! مشاكل لا تعد ولا تحصى ادت باغلب فاعلي الخير الى الامتناع عن مساعدة المهجرين بعد فترة ؟!.
اما انا فالحمد لله بقيت على هذا العمل والحمد لله انتصرت على الشيطان ؟! في فعل الخير؟! كيف؟! كنت اقول للمهجرين ساتواجد في المسجد الفلاني او الحسينيه الفلانيه او المركز الاسلامي الفلاني يوما السبت والاحد من الساعة كذا الى الساعه كذا اذا عندكم شغلات تعالوا الى هناك؟! طبعا هم كانوا يريدون يعزموني على الغذاء والعشاء ويريدون رقم تلفوني وغيرها الا انني كنت امتنع عن كل ذلك ؟! وفعلا نجحت حيث استمريت في المساعدة بينما انقطع غيري عنها. لانني خططت وعرفت عاقبة الامور ولم اترك مجال للشيطان ان يمنعني من فعل الخير.

الخلاصة: كسبت الاجر في فعل الخير ولكن ضمن شروطي وبدون ان اسمح لهم ان يمنعوني عن فعل الخير بسبب حالتهم النفسيه والاجتماعيه الصعبة في الهجرة ؟! وطبعا انا لا الومهم ولكن اتعامل معهم باسلوب علمي وعملي يضمن الاستمراريه.
واختم فيما ورد من الحديث عن ائمتنا(ع):
اقضوا حوائج الناس يقضي الله حوائجكم.

كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟!وكما انا استفيد من قراءه تجارب الاخرين ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فياكلون.
17-07-2012م              
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
sarmad_aqrawi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: