الأربعاء، 15 أغسطس 2012

خواطر- ما هو ابتلائنا اليوم ؟!

ابتلائنا ايام حرب ابن العوجه على ايران كان بالقتل والتهجير ؟! وابتلائنا ايام حرب ابن صبحه على الكويت كان بالرزق والتهجير؟! اما ابتلائنا اليوم ؟! فليس له علاقة لا بالتفجيرات ولا بالمفخخات ولا بالعلس ولا بالاختطاف ولا بالرزق ولا بالكهرباء ولا بالماء ولكن هو نتيجة مباشرة للتهجير في اصقاع الارض؟! اتدرون ما هو ابتلائنا اليوم؟! ابتلائنا هو بابنائنا وبناتنا وهم في دار الغربه ؟! ودار الغربة هذه هي داخليه وخارجيه؟! فاولادنا في الداخل مغربين عن قيمنا واخلاقنا وحضارتنا بالفضائيات وفيس بوك وتويتر(لا اقصد الانترنيت الهادفه) ؟! واولادنا في الخارج مغربين عن وطنهم الأم بالاضافة الى ما ذكرت.
ضياع الجيل الجديد الى العلمانيه هو ما سيحصل ان لم يعالج الموضوع وبسرعه وكل عليه بنفسه لان العمل الجماعي في الشرق الاوسط هو شبه معدوم بسبب تباين الخلفيات والآراء والثقافات ؟!. اكثر الناس يقول: وثم ماذا ؟! شكو خابص نفسك؟! لن اجاوب الا ببعض الآيات والاحاديث ثم ساختم بعالم البرزخ.

قال تعالى:

لقد جئناكم بالحق ولكنَّ أكثرهم للحق كارهون.

وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ.

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ.

وعن امير المؤمنين(ع) وتقسيمه للناس:
الناس ثلاث: عالم رباني ومتعلم في سبيل نجاة وهمج رعاع.
اولا -العالم الرباني وهم اصحاب النص من ادم والانبياء والرسل والاسباط والاوصياء الى الامام المهدي.
ثانيا - متعلم في سبيل نجاة وهؤلاء المؤمنون بالقسم الاول العالم الرباني ومع الكتاب والمتعلم في سبيل نجاة هذه من اعلى مرتبة الايمان الى ادناها في المجتمع الايماني من الاولياء والاتقياء والمراجع الى ابسط درجات الايمان.
ثالثا- الهمج الرعاع وهم لا يؤمنون ويتمسكون بالصنف الاشرف وهم العالم الرباني وهؤلاء هم الهمج الرعاع ينعقون مع كل طاغوت ناعق منكر للصنف الاول. القسم الاول هم السابقون السابقون والقسم الثاني هم اصحاب اليمين والقسم الثالث اصحاب الشمال. مصداقا لقوله تعالى في سورة الواقعة:

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا
وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ
كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ
فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لّا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ
إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ
فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ
وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ.
  
وعن الامام الحسين (ع):
الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونة ما درة معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون.

وعن رسول الله (ص وآله) ورد انه قال:
(إنّ ممّا يَلحقُ المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته: علماً علّمه ونَشَره، وولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحّته وحياته تلحقه مِن بَعد موته).

وعنه أيضاً (ص وآله) ورد انه قال: (أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: رجل مات مُرابطاً في سبيل الله، ورجل علّم علماً فأجره يجري عليه ما عُمِل به، ورجل أجرى صدقةً فأجرها له ما جَرَت، ورجل ترك ولداً صالحاً يدعو له).

وهنا مربط الفرس: وولدا صالحا تركه ؟! وولدا صالحا يدعو له ؟!.

حدثني استاذي بان احد طلاب العلم كان يلاقي صعوبه في تهذيب النفس؟! فاشترى تابوت وكان ينام فيه كل يوم لساعات ليذكر نفسه بان هذا ما سيكون مرقده بعد الموت ولسنيين لا يعلمها الا الله ؟! ولقد ذكر لي بانه وبسبب هذا التابوت فلقد وصل هذا الطالب الى اعلى درجات العرفان؟! ومنها مرحلة خلع البدن؟!. نرجع للموضوع.

انت ميت (بعد عمر طويل ان شاء الله) وفي القبر ولنفترض بانها غرفة على قدر جسمك لها 4 جدران ولنفترض ايضا بان حسناتك قد تساوت مع سيئاتك فلا ثواب ولا عقاب ؟! تنتظر في عالم البرزخ؟! لا شغل ولا مشغله ؟! ولا انترنيت ؟! ولا ايميل ؟! ولا فضائيات ؟! ولا ارجيله ؟! ولا صاحب ولا صديق ؟! وفجأة ينفتح عليك باب من ابواب الجنة وتطير في الهواء في اجمل عالم وهو الجنة تحس فيه بسعادة مطلقة ؟! وترى اناس تعرفهم وتسلم عليهم وتحدثهم الا انه فجأة ينقطع كل هذا وترجع الى ماكنت عليه ؟! الى القبر ؟! وحيدا فريدا ؟! فتسأل ماذا حدث ؟! فيكون الجواب: ابنك او بنتك او حتى حفيدتك بعد 150 جيل ؟! او حفيدتك قبل يوم القيامه باربعة ايام ؟! قد ادت صلاة الصبح ؟! او الظهر؟! او اعطت صدقه ؟! او حجت ؟! او صامت ؟! او................... الخ ...........الخ من عمل الخير؟! وتكون مدة فتح باب الجنة عليك بمقدار ثواب العمل الصالح الذي قام به اولادك او احفادك وكل يوم بل كل ساعة ودقيقة ولحظة وعلى مدار 24 ساعة والى يوم القيامة ؟! وان كانوا بعدد كبير وخصوصا بعد اجيال وكلهم صالحين ويقومون بالتزاماتهم الدينيه كل يوم فان باب الجنة لن يغلق عليك وستقضي ايامك في عالم البرزخ في الجنه مع العلم بان حسناتك قد تساوت مع سيئاتك؟! والله العالم.

لن ادخل في متاهات ان كانت ابنتك غير محجبه بسبب عدم تربيتك لها (وليس فرض الحجاب عليها) بان باب من ابواب جهنم سيفتح عليك في عالم البرزخ كلما نظر رجل الى شعرها ؟! والله الساتر؟!.

اتمنى بان اكون قد وفقت في شرح اهميه تربيه ابنائنا وبناتنا تربية اسلاميه صالحة والمحافظه عليهم وعدم تركهم يضيعون في متاهات الخارج والغربه والا فاننا سنحرم من فتح ابواب الجنة ونفحاتها في عالم البرزخ.

كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟!وكما انا استفيد من قراءه تجارب الاخرين ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فياكلون.

.
15-08-2012م              
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
sarmad_aqrawi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: