الاثنين، 15 أبريل 2013

خواطر- اصالة المجتمع بالحرف والصناعات اليدويه؟! التنور العراقي؟! التنور المكسيكي؟!



العقل الراقي يبحث عن الرقي في كل شيئ ؟! ومنه الاصاله والحضاره ؟! ويغيب عن اغلب العراقيين بانكم ابناء اعظم واعرق حضارة عرفها التأريخ ؟! لا تنسى وانت عراقي كلما تكتب بان اجدادك هم من اخترعوا الكتابه ؟! ولا تنسى وانت عراقي ان ركبت سيارة بان اجدادك هم من اخترعوا العجله ؟! ولولاها ما كانت السيارة ؟! ولا تنسى وانت عراقي وتمرضت لا سامح الله وتأخذ الوصفه الطبيه الى الصيدليه بان اجدادك هم اول من كتبوا الوصفة طبيه ؟! ولا تنسى وانت عراقي وتعد اولادك لارسالهم للمدرسه كل صباح بان اجدادك هم من اخترع المدرسه ؟! ولا تنسى ................ غيرها الكثير؟!.
هذا ما قدمه العراق للعالم في الماضي وسنقدم للعالم صاحب العصر والزمان القائد الالهي الذي سيملئها قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا؟! تنسون بان الامام الهمام وفارس الحجاز مولود في العراق ولذلك فكل العراق مقدس.
الانسان الراقي عندما يصل الى القمه سواءا اكانت روحيه او فكريه او ماديه فهو يبحث عن اصوله عن جذوره عن اجداده عن حضارته ؟! اما الانسان العبد فانه يهرب من كل ذلك ويلجئ الى الزخرفه المزيفه من الدنيا ؟! فعقل العبيد يبحث عن القشور والماديه والفخفخه المزيفه ؟!.
.
احببت الخزف ومنذ صغري وكانت والدتي تكره كل شي من السوق فكان لنا خبازه تخبز لنا كل اسبوع مرة ومنه فكانت والدتي تصنع لي حنونه (خبزه صغيره تضع فوقها سكر) وكنت احبها جدا جدا ؟! الا انني كنت احب التنور اكثر وكنت اذهب الى بيت الخبازه فقط لاشاهد التنور ؟! فلقد كان التنور يعطيني دفئ حقيقي في هذه الدنيا ورؤية النار كانت تذكرني بالآخره ويوم القيامه ونار جهنم ومنه فلقد اثر ذلك علي روحي فاصبحت ملتزما ومنذ الصغر.
اما البستوكه (زير بالعربي الفصيح) فكنت اعشقها وكان لدينا منها ما يزيد عن العشره (10) ومنه كان والدي يحب الحديقه وكان الفلاح يستعملها بطلب من والدي بزرع انواع الورد فيها من الجوري الى الملكي والى الرازقي طبعا ؟!.
اما الحب (وليس حب العشق) (وعاء خزفي لحفظ الماء) فلقد كان في بيتنا شمعه نحوم حولها ؟! ليس لانه لا يوجد ثلاجه في البيت ؟! بل على العكس فيمكن اننا كنا من أوائل من اقتنى الثلاجه في العراق؟! ولكن للحفاظ على التراث؟! والعادات والتقاليد ؟!.
أول شيئ فعلته عند رجوعي للعراق هو شراء حب ووضعه كديكور في الصاله مع 3 او 4 بستوكات ؟! لازرع فيها كم نخله؟! ( ومازلت انتظر النخله الصغيره التي وعدت بها من بيت عزيز علي ) حبي للبستوكه ذات اللون الاخضر يذكرني باللون الاخضر شعار الاسلام وأهل البيت (ع) وكما هي الخطوط الجويه العراقيه بلونها الاخضر المبارك ؟! فهي مقدسه بالنسبة لي؟! اما النخلة فهي شجرة الرسول الاكرم ابي القاسم محمد (ص) وهي ذكرى له ومنه.
وانا في العراق استرجع الذاكرة في حبي لهذه الاشياء ايام الغربه والتي اجبرت عليها ومنه تعلقي بالخزف المكسيكي واقتناءه وانا هناك ؟! ومنه كم كنت اتمنى بان تقوم احدى الوزارات المعنيه بالاهتمام بالحرف والصناعات اليدويه التقليديه ؟! بل استحداث القريه التراثيه وعلى غرار القرى التاريخيه في بعض البلدان الخليجيه والتي كان بناتها يرددون في اناشيدهم الفلكلوريه وكل يوم:

 حنة البصرة علينا حسره


 آه يا بلادي كم ابكيك

ومنه وبسبب معاناتنا بعدم وجود كهرباء لو نفط للتدفئه في هذا الشتاء القارص وتبذير اموال العراق من قبل اناس لا دين لهم ولا ضمير بمنح نفطيه للغرباء مع اهمال الأهل ؟! فنحن العراقيين كلنا أهل ومتزوجين من بعض وعلى مر العصور ؟! والله سبحانه وتعالى يقول: الاقربون أولى بالمعروف.
فكرت في التنور المكسيكي والذي يستعمل في الطبخ والتدفئه بل حتى في زراعة الورد ؟! ومنه فلما لا نصنعه في العراق ونستعمله في التدفئه وخصوصا اذا توفر الخشب (من حطب او سكلات) بل حتى للتخلص من الزباله القابله للحرق في البيت (من ورق تغليف وغيره) ؟! وحتى بتحويره ووضع انبوب حديدي لينقل الدخان الى خارج البيت ؟! مع وضع منبه لثاني اوكسيد الكاربون وهو منبه بسيط ويعمل على البطاريه لتجنب الخطر في استعمال النار داخل البيت للتدفئه ؟! وياريت نستطيع تصنيع او استيراد قطعه زجاج مقاومه للحرارة لوضعها كسداد (باب) للفتحه الاماميه ؟! فالزجاج سداد يمنع خروج اول اوكسيد الكاربون من التنور ... والزجاج شفاف ؟! فيسمح برؤية النار الحمراء والتي ستحسسنا بالدفئ في الشتاء البارد وتذكرنا بنار جهنم والحساب يوم القيامه ؟! عسى ولعل ان نفيق من سباتنا من الماديات ودوامة العمل والغربه لنعود الى فطرة الله السليمه وعقلنا الباطن والى الوطن والأهل.
كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟! وكما انا انتفع واستفيد من قراءة تجارب الاخرين؟! ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فيأكلون ؟!.
16-01-2013م
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
sarmad_aqrawi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: