الاثنين، 15 أبريل 2013

خواطر: العقل الظاهر؟! والعقل الباطن؟!

ورد في الحديث بأن الانسان يولد على الفطرة ؟! وهي فطرة الله في الايمان والخلق الحسن ... وابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه (من المجوس). كما ان الدنيا وتجاربها ووسوسة الشيطان تحول الأنسان الى اناني ... خبيث ... كذاب ... منافق ... حرامي ... متكبر ... عنودي ... زاني ... عديم الوفاء ... ناكر الجميل وغيرها من الصفات السيئة ان لم يجاهد نفسه الأمارة بالسوء؟! ومصداقا لقوله تعالى:
إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
كما ورد في الاربعين حديث للسيد الموسوي الخميني بان قلب الانسان عندما يولد كالورقة البيضاء وبارتكاب الذنوب توضع نقط سوداء وبدون التوبه والاستغفار والعمل الصالح في قوله تعالى:
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ.
فان هذه الورقة تصبح سوداء فينطبق على الانسان قوله تعالى:
خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ.
ومنه فإن الله قد يغفر للانسان اذا ذهب للحج فيرجع كيوم ولدته أمه في الورقة البيضاء على شرط التوبه النصوح ؟! وهي الندم على الافعال السابقه والوعد بعدم تكرارها والاستمرار على تقوى الله وعدم ارتكاب الذنوب ومحاسبه النفس.
ومصداقا لقوله تعالى:
وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.
مع الانتباه لقوله تعالى:
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً.
احدهم قال لي يمعود اني اسوي كل شيئ ومن يصير عمري 65 سنه اروح للحج واتوب فيغفر الله لي وهم تونست بالدنيا وهم احصل الآخره؟!.
انت مولود على فطرة الله وتبدأ تكبر وتمر بتجارب الحياة بل الامتحانات في الاخلاق؟! فهذا اللي يكذب عليك ؟! وهذا اللي يغشك ؟! وهذا اللي يخدعك ؟! و..... الخ؟! وانت تقاوم بفطرتك السليمه وتحاول جهد الامكان ان لا تنجر الى ما يفعلون؟! لان عقلك الباطن هو فطرتك السليمه فاذا بقيت وكان ما في قلبك على لسانك فقد نجيت ؟! اما اذا اصبحت مراوغ ومخادع والذي في قلبك ليس على لسانك ؟! لانك انجرفت وتعلمت من الاخرين فقد اصبحت ذوو شخصيتين:
الاولى شخصية عقلك الظاهر وهي من الشيطان في عمل السوء ومنه التفاضل والتفاخر وحب الدنيا والكذب والخداع ونقض العهود وكلها بسبب التجارب القاسية التي مريت بها ولكنك لم تجاهد نفسك لتجنبها؟! واغلب الناس بسبب الجهل وعدم التوعيه الدينيه فيما ذكرته انا فيما تقدم الآن هو السبب.
والثانيه شخصية عقلك الباطن وهي من الله وتسمى الفطرة ومنه قوله تعالى:
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
والتي تضمحل عند فعلك وارتكابك للذنوب ؟! لان الصراع في داخلك هو ما بين الخير والشر ؟! ما بين تقوى الله وارتكاب الذنوب ومنه عقلك الظاهر مع عقلك الباطن؟! وما زال العبد في هذا الصراع الداخلي وهو ما يسمى بجهاد النفس؟! وهو اعظم الجهاد ؟! ومازال الانسان في خير اذا استمر الصراع ؟! والا فان انتهى الصراع فإما ان يكون الانسان اداة بيد الشيطان ؟! واما ان ينتصر الخير من الله على الشر من الشيطان فتصل الى مرحلة النفس المطمئنه والتي لا تحزن فيها ابدأ بل ان كل ايامها تصبح سعادة ونور وسرور في داخلك ؟!(مع هول المصائب) ؟! (وهي ليست كاللااباليه (وهي من الشيطان)) والاعلى من ذلك مرحلة الملكة وهي ان تكون كل افعالك صحيحة وكل قراراتك صائبه بفطرة الله لأن قلبك قد اصبح مرآة للنور الالهي فلا تخطئ ابدا ومنه مرحلة أخرى وهي كما ورد:
عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون.
الخلاصة:
الناس في صراع داخلي (معركة) تسمى جهاد النفس مابين العقل الظاهر والعقل الباطن؟! العقل الظاهر هو في الغالب ما يوسوس به الشيطان للانسان والعقل الباطن هو فطرة الله؟! ارتكاب الذنوب يقوي العقل الظاهر ويجعله ينتصر على العقل الباطن ومنه ينتصر الشيطان؟!فيخسر الانسان الدنيا والآخرة؟! عدم ارتكاب الذنوب (تقوى الله) والعمل الصالح يقوي العقل الباطن ويجعله ينتصر على العقل الظاهر ومنه ينتصر الانسان على الشيطان؟! فيفوز الانسان بالدنيا والآخرة.
فائده: عندما يخطب علماء الدين فانهم يتحدثون بلغتين: الاولى للعقل الظاهر والثانيه للعقل الباطن؟! فلا تناقض هنا؟! بل جهل من المستمعين ان قالوا بالتناقض؟!.
أما أنا واعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم من كلمة أنا ؟! فعندما اكتب(اكرر اكتب) اكون (حازما) لأنني في معظم الأحيان اخاطب العقل الظاهر؟! ولكن عندما اتحدث (اكرر اتحدث) اكون (لينا) لأنني في معظم الأحيان اخاطب العقل الباطن؟!.
اعتقد واضحة وضوح الشمس وليس هنالك داعي لقراءة الممحي؟! لأنه ليس هنالك ممحي في كلامي على الاطلاق؟!.
كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي كما يكتبون عسى ولعلها ان تنفع الاخرين؟! وكما انا انتفع واستفيد من قراءة تجارب الاخرين؟! ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فيأكلون ؟!.
21-12-2012م
مع تحيات المهـندس ســرمـد عـقـراوي
sarmad_aqrawi@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: