الاثنين، 10 يناير 2011

هل وقع تركمان العراق ضحية لخطط تركيا التوسعية


هل وقع تركمان العراق ضحية لخطط تركيا التوسعية

انا كمواطن عراقي لايهمني ان سكن مدينة كركوك العراقية كرد او عرب او يونانيون او اسكيمو او بلغاريين كل ما يهمني هو ان تبقى كركوك مدينة عراقية لانها غنية بالنفط ومصدر رزقنا بعد ان بدد الدكتاتور اللعين صدام اموالنا وخيراتنا على حروب جاهلية وهمجية احرقت الاخضر واليابس.
ولا اريد لاسامح الله ان استيقظ في يوم من الايام المشؤمة على صوت مراسل قناة الجزيرة الوهابية وهو يصيح ويزعق بغزو القوات التركية لمدينة كركوك واحتلالها بحجة حماية الاغلبية او الاقلية التركية او التركمانية؟!

واليكم القصة حيث ان التأريخ يعيد نفسه

في بداية السبعينات قامت القوات التركية بالهجوم على جزيرة قبرص واحتلالها عسكريا بحجة حماية الجالية التركية. فقد قامت القوات التركية بقطع مئات الاميال البحرية للقيام بهذه المهمة الصعبة. علما بانها استعملت قواعد ومعدات واسلحة حلف الناتو والتي هي عضو فيه. في وقتها والى الان لم يحرك مجلس الامن الدولي ولا حكومات العالم يدا لدفع العدوان التركي.وما تزال قبرص الى اليوم محتلة تركيا. وحتى ان نظام المجحور صدام كان قد احتج خلال غزوه للكويت بان الامم المتحدة يجب بان تغض الطرف عن احتلاله للكويت كما فعلت مع احتلال تركيا لقبرص؟!.

تركيا اليوم وكما هي في كل يوم تمر بفترة اقتصادية عصيبة وخصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي وتقليص الانفاق العسكري الامريكي اصبحت الولايات المتحدة تريد التخلص من حلفاء الامس الفقراء لانهم اصبحوا يشكلون عبأ اقتصاديا كبيرا على الميزانية الامريكية. ولذلك ترى بان الولايات المتحدة تحاول التخلص من تركيا عن طريق الضغط على الحكومات الاوربية لقبول تركيا في الاتحاد الاوربي. وفعلا فقد اعطى الاتحاد موعدا في سنة 2005 لمناقشة عضوية تركيا في الاتحاد.
ضغط تركيا على العراق كان واضحا ومن دون مجاملة فأقامة اكثر من 22 سد على نهري دجلة والفرات وحرمان المزارعين العراقيين من الماء وخصوصا في جنوب العراق حيث تشكل الزراعة مصدر الرزق الاساسي للسكان المساكين. وكم من مرة تبجج القادة الاتراك بالقول "تعطونا نفط نعطيكم ماء و الا انموتكم من العطش"

اما ضغط العسكر الاتراك على الولايات المتحدة فكان دائما بالصحوة الاسلامية في تركيا. فكلما حاولت الولايات المتحدة تقليص حجم المساعدات المالية عن تركيا سمح العسكر الاتراك للاحزاب الاسلامية بالفوز في الانتخابات. وعندما تدفع الولايات المتحدة المساعدات السخية فان العسكرالاتراك يطيحون بالحكومة الاسلامية وهلم جره. وانظروا ماذا حصل لحكومة اردوغان قبل سنوات كشاهد على ما اقول.

فمن اجل المحافظة على وحدة العراق يجب على الاخوة العراقيين من الاقلية التركمانية تقدير هذا الموقف والسكن في عموم العراق الحبيب من شماله الى جنوبه وتفويت الفرصة على الاطماع التوسعية التركية في نفط كركوك. 

وانني لاراهن ولو ان الرهان حرام شرعا بانه لو سكن العراقيون التركمان مدينة الفلوجة او الرمادي مثلا  لقامت الحكومة التركية بقطع المساعدات عنهم بل لاتهمتهم بانهم ليسوا تركمان بل كرد جبليين؟!. مع العلم بأن مناطق الفلوجة والرمادي هي مناطق صحراوية قاحلة.
22- 10- 2004م

المهندس ســــرمد عقراوي                         

ليست هناك تعليقات: