كان ابي ومنذ صغري يعلمنا على الحرية في ابداء الرأي في حدود الادب ؟!. بل كان في معظم الاحيان يسمح لنا بانتقاده ولكن ايضا ضمن حدود المودة والاحترام والادب؟!. اتذكر في اواسط السبعينات بانني وبعد امتحان عصيب في درس الكيمياء وفي الصف الخامس الاعدادي خرجت بصداع رهيب؟! وانا عادة لايصطحبني صداع ؟! وعندما طلبت حبة اسبرين من احد المعارف لم يكن لديه ؟! فاعطاني سيكارة وقال لي بانها تعمل نفس عمل الاسبرينة ؟!. فعلا ذهب الصداع وبدأت بوادر عادة سيئة كنت سأستمر عليها لعشرات السنيين لولا حكمة ابي ؟! اتذكر بأنني جئت الى البيت وبجيبي باكيت سكائر؟!. ابي لم يضربني؟! ولم يعنفني؟! ولم يكن لا ابالي ايضا كالكثير من الآباء؟! بل قال لي : ابني سوف نذهب الى زيارة طبيب صديقي في عيادتة ؟!. ذهبنا الى الطبيب ؟!.رحب بنا الطبيب صديق ابي وبدا يشرح لي اضرار التدخين ولقد اراني ايضا آثار التدخين على رئة الانسان باستعمال الصور والدمية التي تدخن؟!. خرجت يومها من عند الطبيب وانا اشعر بغثيان من جراء ما شاهدتة؟!.
تعلمت مع هذا الدرس وغيره بان لكل مشكلة أو موقف في الدنيا سلبيات وايجابيات ويجب على الانسان بأن يذهب الى ذوي الخبرة والاختصاص للحصول على معلومات مهمة قد تساعده في اتخاذ القرار الصحيح ؟!. اغلب العربان ومع توفر المعلومات فانه ينكر أو يتنكرويتخذ القرار الخاطئ. إنها فلسفة شعوب يجب أن تتغير؟! المشكلة تكمن في التبرير والقاء اللومة (او حسب ما يدعون البطولة) على الاسلام ؟! جاء في الحديث بما معناه إعقلها وتوكل وجاء في القرآن العظيم بما معناه تأخذه العزة بالاثم ؟! وكلاهما مثال لما ذكرت اعلاه ؟! المهم
ومرت السنيين ...في اواسط التسعينات ؟! جاء مديري الامريكي وهو مهندس مدني وحائز على درجة الماجستير بتفوق من احسن جامعات الولايات المتحدة الامريكية ؟! ولقد سقطت بقعة من دهن السيارات على قميصة من الخلف بسبب عطل حصل لسيارته ؟! انتبهت انا الى هذه البقعة ونبهته عليها ؟! وكان بصدد حضور اجتماع مهم مع المدراء العامين ؟! كان هو عمليا ومتحسبا لكل طارئ فقد كان يحتفظ بطقم كامل للملابس في المكتب تحسبا لطارئ كهذا ؟! إستبدل القميص وشكرني بحرارة منقطعة النظير؟! هل سمعتم شكرني؟! بل إنه في اليوم التالي اشار وفي اجتماع الموظفين بأننا في القسم يجب بأن نكون حريصيين على ابداء الآراء والنصح للآخرين كما فعلت انا ؟!. طبعا ان اقول بان النصيحة للآخرين يجب بأن تكون ضمن حدود الادب العام وايضا ضمن حدود عدم التدخل في شؤون الاخرين الخاصة ؟! الا اذا سمحوا هم بذلك كما ان الامام علي عليه السلام كان يقول كما ورد في بعض الروايات بما معناه ( لا رأي لمن لايطاع).
احد اهم الاسباب لما وصلت الى الولايات المتحدة الامريكية اليوم من تطور هو رحابة الصدر في تقبل الآراء والمقترحات والافكار بل والانتقاد البناء ومن جميع الاطراف ؟! بل اقول بان الفرد الامريكي ومنذ الصغر يتعلم على تقبل الانتقادات على انها اسلوب تقييم وليس انتقاد جارح للشخص؟! بل هو فكر ورأي في تقويم الانسان؟!. طبعا ليس الكل يتعلم هذه العادات في المجتمع الامريكي وبعضهم يقاوم هذه الفكرة الا انهم اقلية؟!.
ومن هذا المنطلق ترى صناديق الآراء والمقترحات في كل مكان؟! بل الاضرب من ذلك فعند زيارتك لأي مكان ؟!عيادة طبيب ؟ سوبرماركت ؟ دائرة رسمية ؟! يرسلون لك وبالبريد قسيمة استفتاء ؟!. ليسألوك بأن تقيم وتبدي رأيك بالخدمات التي قدموها لك ؟! بل يفتحوا المجال لك لانتقاد ما قد قصروا عن تقديمه لك ؟!.اما اليوم وبفضل من الله والشبكة العنكبوتيه فإن الانترنيت قد وفرت مجالا مفتوحا على مصراعيه لتقبل الشكاوي والمقترحات؟!. فعند دخولك عند اي موقع انترنتيت هناك ايقونه تقول مثلا: للاتصال بنا انقر هنا ؟! إلا موقع الجامعة العربية " هيئة تشغيل العماله المصريه " فهو لا يحتوي على اتصل بنا لأن رايك طز بيه لايهمنا ؟! طبعا في وقت كتابة هذه الاسطر؟! وانني وبعد تسميتي للجامعة العربية بـ هيئة تشغيل العمالة المصريه انتبهت انا بأن الجامعه العربيه بدأت تركز على ان ممثليها أو الناطقيين الرسميين لها في وسائل الاعلام او الموفدين الرسميين يكونوا من غير المصريين ؟! لغرض التمويه ؟! وهذا الاسلوب البعثي الصدامي كانت تتبعه مخابرات صديم في الخارج في منظمات الطلبة العرب. حيث يكون رئيس منظمة الطلبه العرب فلسطيني او اردني او لبناني؟! ولكن اغلبية الاعضاء عراقيين بعثيين او عراقيين مجبورين على الحضور تحت تهديد قطع ملف تحويل الاموال لطلاب النفقه الخاصه ؟!.
وهناك ايضا شركات في الولايات المتحدة الامريكية تدفع هدايا ومبالغ مالية لقاء ادلائك بآرائك ومقترحاتك وفي مختلف الامور وخصوصا في مجال التسوق؟!. طبعا احدهم قد يقول انظر الى الامريكان في العراق اليوم فهم لايسمعون نصائح العراقيين؟! وقد يكون هذا صحيحا بعض الشيئ؟! الا انه بأعتقادي ان السبب ليس الامريكان بل الطريقة التي تنقل بها الفكره الى الامريكان؟! عن طريق اناس جهله لايتقنون اللغة الانجليزيه الامريكيه ؟! وهذا ليس بعيب او حرام ؟! ولكن غلط ؟! لان القاعدة العقليه والشرعيه تقول: وضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟!.ولهذا فبإعتقادي اننا في العراق لم نستغل طاقات العراقيين الامريكان (ليس الكل بعضهم في امريكا منذ 30 عام ويتكلم لغة انجليزيه امريكيه مكسره بل ركيكه) وهم وحدهم القادرين على ايصال الفكرة الى الامريكان وبلغتهم الخاصه ؟!.
اما في فلسفة العربان فان اي شيئ تقوله هو انتقاد سلبي وتجريح واسقاط شخصي ؟! بدلا من ان يكون اقتراح نحو التحسين والافضل والمشي قدما وعلى ما جاء في الحديث رحم الله امرءا اهدى الي عيوبي ومن باب المؤمن مرآة المؤمن؟!. اليس هذا المبدأ الاسلامي العظيم يطبقه غيرنا ونحن نعجز عنه ؟!.
والناس على دين ملوكهم ؟! فإذا كان الدكتاتور من امثال السيد الرئيس والاخ القائد وامير المؤمنين الملك ؟! لايسمح بأبداء الراي والنصح والمشورة فما بال الناس المغلوبين على امرهم ؟!.
جاء احد العربان ذو اللحى الطويلة والدشداشات القصيرة من دولة في جنوب الجزيرة العربية ؟! الى المسبح الذي اسبح فية عادة وكل يوم احد من الاسبوع ؟!. نزع ملابسة وبقى بملابسة الداخلية وهي عبارة عن سروال (بنطلون) قصير قطني ابيض اللون وخفيف ؟! عرفت من وقتها بأنه ينوي السباحة بالملابس الداخلية ؟! بسبب خبرتي مع أهل الفلوجة والرمادي (طبعا بعضهم وليس الكل فلقد كانوا يسبحوا في الحبانية بملابسهم الداخلية وخصوصا اصحاب معامل الطابوق مع سياراتهم الفولفو) ورب سائل يسأل وثم ماذا؟ المشكلة هي بان الملابس الداخلية وعند تبللها بالماء تصبح شفافة فتظهر العورة؟! ولذلك يمنع السباحة بها ؟!. تقدمت اليه وبكل أدب واحترام وبعد ان قلت السلام عليكم وكيف الحال؟! يا اخي حبيت بان الفت نظرك بأنهم لن يسمحوا لك بالسباحة بالملابس الداخلية ؟! وعلى الفور ثارت ثائرتة؟! انت ليش تنتقدني انت ليش ضد قبيلتي انت..... انت .......انت ؟!(تذكروا شكر مديري؟!) كنت اعرف بأنه من العربان وقد لا ينفع معه الكلام؟! الا انني اضطررت بأن اكلمه في هذا الموضوع تجنبا للفضيحة التي سيجلبها لنفسه وللعرب والمسلمين عند غطسته الاولى في الماء ؟! اعتذرت وانسحبت الى المسبح ؟!.خرج من غرفة التبديل الى المسبح وبغفلة من مسؤولي الانقاذ في المسبح؟! وغطس في الماء ثم خرج ؟! يال الهول ويال الكارثة ؟!عورته أمام الناس والكل يضحك ؟! ودقة الصفارة بكل قوة ؟! لإخراجه من المسبح مصحوبا ومخفورا مع وضع منشفة حول خصره وهو يسب ويشتم بأن الامريكان عنصريين وغير ديمقراطيين لعدم السماح له بالسباحة ؟!.الفضيحة الاكبر كانت هي وجود الكثير من النساء العربيات المسلمات المحجبات يتواجدنه على اطراف المسبح لمراقبة اطفالهن الصغار يسبحن؟!.
وللننظر الى نفس هذا السيناريو لو كان هذا الشخص امريكي أو اوربي ؟! في البداية كان سيقدم الي الشكر؟!( وانا لا اكتب هذه السطور من أجل الشكر بل احاول تبيان الغلط في اسلوب التفكير). ثم من بعدها كان سيلبس ملابسه ويذهب الى الاستعلامات ليسأل الموظفين هناك حول اذا ما كان سيسمح له بالسباحة بملابسه الداخلية؟!. وبعد ان يتأكد من ان كلامي صحيح ؟!. كان سيذهب الى السوق لشراء بنطلون قصير مخصص للسباحة ؟!. انتهى الامر وكان الله يحب المحسنيين. وإن رآني مرة ثانية كان قد سيشكرني مرة اخرى أو لا ؟! وقد يدعوني لتناول شاي أو قهوة عرفانا وامتنانا؟! وقد لايفعل ؟! مرة اخرى انا لا اقول هذا ما يحصل مع ليس الكل بل الاغلبيه ولكل قاعده شواذ.
يجب علينا كعراقيين تشجيع فلسفة ابداء الرأي ضمن حدود الادب العام والانتقاد البناء الذي القصد منه هو التقويم والاصلاح وليس الهدم والتجريح ؟! وهذا يكون بتقديم الحلول المناسبه مع كل نقد او سلبيه وفي كافة المجالات والميادين؟!.
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
الرعد اية11
ولاحول ولا قوة الا بـ الله العلي العظيم
اللهم أشهد اني بلغت اللهم أشهد اني بلغت اللهم أشهد اني بلغت
14-10-2005م
14 -10 -2005م
SARMAD_AQRAWI@YAHOO.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق